للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن ذكر أن أحد الرجلين اللذين أجارتهما أم هانئ -رضي الله عنه- الحارث ابن هشام: الزبير بن بكار وغيره.

ومنها: أن ابن إسحاق لم يبين اسم اليوم الذي طاف فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالكعبة، بعد أن فتح الله عليه مكة، وذكر الأزرقي عن الواقدي ما يبين ذلك؛ لأنه قال: حدثني جدي عن محمد بن إدريس، عن الواقدي، عن عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن عمرو الهذلي قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من شهر رمضان، فبث السرايا في كل وجه ... انتهى.

وإذا كان قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة في اليوم المشار إليه؛ فهو اليوم الذي طاف فيه بالكعبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالكعبة يوم دخل مكة في الفتح، على ما هو مقتضى الأخبار الواردة في ذلك، وخحرجح مغلطاي في "سيرته" بأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالكعبة يوم الجمعة، لعشر بقين من رمضان؛ لأنه قال فيما أخبرت به عنه: وطاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان ... انتهى.

ومنها: أن ابن إسحاق روى بسنده إلى صفية بنت شيبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما نزل مكة واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت؛ فطاف به سبعا على راحلته١، وهذا ليس فيه بيان ما تعرف به الراحلة التي طاف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عدة رواحل وهي: العطباء، والقصواء، والجدعاء، وإن كان قيل في الجميع إنهن واحدة، وقد بين ذلك ابن عمر -رضي الله عنه- في حديثه في دخول النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة يوم فتح مكة، وصلاته فيما، على ما رويناه عنه في الصحيحين وغيرهما؛ وفي لفظ البخاري فيه: حدثنا شريح بن النعمان قال: حدثنا فليح، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح، وهو مردف أسامة -رضي الله عنه- على القصواء، ومعه بلال، وعثمان بن طلحة؛ حتى أناخ عند البيت، ثم قال لعثمان: "ائتنا بالمفتاح" فجاءه بالمفتاح، ففتح له الباب، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، وأسامة، وبلال، وعثمان -رضي الله عنهم، ثم أغلقوا عليهم الباب، فمكث نهارا طويلا٢ ... انتهى باختصار.

ومنها: أن ما ذكره ابن إسحاق في طواف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف على راحلته، لقوله فيه: فطاف به سبعا على راحلته.

وقد روينا في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- ما يخالف ذلك في صحيح مسلم وغيره. ولفظ مسلم: أخبرنا ابن عمر قال: أنبأنا سفيان، عن أيوب السختياني عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، على ناقة


١ السيرة لابن هشام ٤/ ٤٦.
٢ أخرجه البخاري "٤٢٨٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>