أسامة بن زيد -رضي الله عنه-، حتى أناخ بفناء الكعبة، ثم عاد عثمان بن طلحة؛ فقال:"ائتني بالمفتاح" فذهب إلى أمه فأبت أن تعطيه، فقال: والله لتعطينه، أو ليخرجن هذا السيف من صلبي. فأعطته إياه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدفعه إليه، ففتح الباب، قال: ثم ذكر مثل حديث حماد بن زيد ... انتهى.
توفي حديث ابن عمر السابق قريبا من "صحيح البخاري" ما يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف يوم الفتح على راحلته وذلك يوافق ماذكره ابن إسحاق والله أعلم بالصواب، وحديث أيوب، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- السابق من "صحيح مسلم" أخرجه الأزرقي في تاريخه عن جده، عن سفيان بن عيينة عن أيوب١ من غير إحالة في نفسه، على خلاف ما صنع مسلم.
ومنها: أن ابن إسحاق ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عثمان بن طلحة بسبب مفتاح الكعبة، وليس في كلامه ما يبينم هل هذا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم أو برسول إلى عثمان -رضي الله عنه-، لقوله ابن إسحاق: فلما قضي طوافه دعا عثمان بن طلحة ... انتهى.
وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- السابق قريبا من "صحيح البخاري" ما يدل على أنه دعاه بنفسه لقوله فيه: ثم قال صلى الله عليه وسلم لعثمان: "ائتنا بالمفتاح".
وذكر الأزرقي خبرا يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل في ذلك إلى عثمان -رضي الله عنه- بلالا، ثم أبا بكر -رضي الله عنه-، وعمر -رضي الله عنه-، لما أبطأ عثمان -رضي الله عنه، لأنه قال: حدثني جدي، عن محمد بن إدريس عن الواقدي، عن أشياخه قالوا: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، بعدما طاف على راحلته، فجلس ناحية من المسجد والناس حوله، ثم أرسل بلالا إلى عثمان بن طلحة -رضي الله عنه-، فقال صلى الله عليه وسلم:"قل له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أن تأتيه بمفتاح الكعبة". فجاء بلال إلى عثمان -رضي الله عنه-: نعم، فخرج إلى أمه "سلافة بنت سعد" بن سعيد الأنصارية، ورجع بلال -رضي الله عنه- مع الناس؛ فقال عثمان لأمه، والمفتاح يومئذ عندها: يا أمه أعطيني المفتاح، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلي، وأمرني أن آتي به إليه. فقالت له: أعيذك بالله أن تكون الذي تذهب بمأثرة قومك على يديك. قال: والله لتدفعنه أو ليأتينك غيري فيأخذه منك. فأدخلته في حجرها وقالت: أي رجل يدخل يده هاهنا؛ فبينما هما على ذلك، إذ سمعت سوت أبي بكر -رضي الله عنهما- في الدار، وعمر -رضي الله عنه- رافع