للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر ابن ماكولا نحو ما ذكره ابن عبد البير، وعزاه إلى الكلبي١.

وذكر ابن عبد البر ما يوافق ما ذكره ابن إسحاق في ترجمة عتاب -رضي الله عنه.

وما ذكره ابن إسحاق، في تأمير النبي صلى الله عليه وسلم لعتاب -رضي الله عنه- على مكة هو المعروف؛ لكون جماعة من أهل الأخبار ذكروا ذلك، وسيأتي ذلك عن بعضهم٢. وسبق ما يدل لذلك في باب فضل أهل مكة وهو الباب السادس.

وذكر مغلطاي ما يوضح تاريخ تأميره صلى الله عليه وسلم لعتاب على مكة، أكثر مما سبق؛ لأنه قال في "سيرته": ثم خرج صلى الله عليه وسلم لست ليال خلون من شوال، ويقال: لليلتين بقيتا من رمضان إلى حنين ... انتهى.

وأفاد السهيلي شيئا يستغرق في سبب تولية النبي صلى الله عليه وسلم لعتاب -رضي الله عنه- على مكة؛ لأنه قال: وقال أهل التعبير: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أسيد بن أبي العيص واليا على مكة مسلما، فمات على الكفر، وكانت الرؤيا لولدة عتاب حين أسلم، فولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وهو ابن أحد وعشرين سنة ... انتهى.

وذكر الأزرقي ما يوهم أن لتولية النبي صلى الله عليه وسلم عتابا -رضي الله عنه- على مكة سببا غير السبب الذي ذكر السهيلي؛ لأنه قال: حدثني جدي قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد المكي قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد رأيت أسيدا في الجنة وأنى يدخل أسيد الجنة"؛ فعرض له عتاب بن أسيد فقال: "هذا الذي رأيت، ادعوه لي" فدعى له، فاستعلمه صلى الله عليه وسلم يومئذ على مكة، ثم قال لعتاب: "أتدري على من استعملتك؟ استعملتك على أهل الله، فاستوص بهم خيرا، يقولها ثلاثا" ٣ ... انتهى.

ويمكن أن يجمع بين ما قال ابن إسحاق وغيره، من تأمير النبي صلى الله عليه وسلم لعتاب -رضي الله عنه- على مكة، وبين ما ذكره عقبة والطبري، بأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم جعل عتابا -رضي الله عنه- أمير مكة، ومعاذ -رضي الله عنه- في الإمامة "هبيرة" المذكور، ولا يعارض ذلك ما قيل في ترجمة هبيرة -رضي الله عنه- من أنه أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح، لإمكان أن يكون حان وقت الصلاة وهبيرة حاضر من الناس، ومعاذ -رضي الله عنه- غير حاضر، لشغل عرض له، فبادر هبيرة -رضي الله عنه- فصلى بالناس، لتحصيل فضيلة أول الوقت، والله أعلم.


١ الإكمال لابن ماكولا ٥/ ٢٥.
٢ الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار "ص: ٣٣٣".
٣ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٥١، وأبو يعلى ١/ ١٨٥، والإصابة ٤/ ٤٣٠، والبيهقي في السنن ٥/ ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>