للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتمل أن هبيرة -رضي الله عنه- كان يصلي بالناس قبل معاذ -رضي الله عنه، ثم يصلي معاذ بمن لم يدرك الصلاة خلف هبيرة والله أعلم. وأهل أولى من جعل الأخبار متعارضة في ولاية عتاب. وكان من أمره في ولاية مكة ما ذكره الزبير بن بكار؛ لأنه قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم عتابا على مكة، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعتاب عامله على مكة ... انتهى.

وذكر ابن عبد البر ما ذكره الزبير، وزاد عليه في مدة ولايته؛ لأنه قال: أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة يوم الفتح، في حين خروجه إلى حنين؛ فأقام للناس الحج في تلك السنة، وهي سنة ثمان. وحج المشركون على ما كانوا عليه. ثم قال: فلم يزل عتاب أمير على مكة، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقره أبو بكر -رضي الله عنه؛ فلم يزل عليها إلى أن مات، وكانت وفاته فيما ذكر الواقدي يوم مات أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وقال محمد بن سلام وغيره: جاء نعي أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- إلى مكة يوم دفن عتاب بن أسيد -رضي الله عنه- بها ... انتهى.

وذكر ابن عبد البر ما يخالف ما ذكره في ولاية عتاب على مكة، في خلافة أبي بكر -رضي الله عنه؛ لأنه قال في ترجمة الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الهاشمي، بعد أن ذكر شيئا من حاله عن مصعب الزبيري، والواقدي، وقال غيرهما: ولي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الحارث بن نوفل -رضي الله عنه- مكة، ثم انتقل إلى البصرة من المدينة١ ... انتهى باختصار.

ورأيت في "مختصر تاريخ ابن جرير" أن عتاب بن أسيد كان على مكة في سنة أربع عشرة٢، وخمس عشرة٣، وست عشرة٤، وسبع عشرة٥، وثمان عشرة٦، وتسع عشرة، وكل ذلك وهم، ذكرناه للتنبيه عليه، والله أعلم.

ورأيت في "تاريخ ابن الأثير" ما يقتضي أنه كان على مكة في سنة أربع عشرة٧، وخمس عشرة٨، وكل ذلك وهم ذكرناه للتنبيه عليه، والله أعلم.


١ الاستيعاب ٣/ ٣٩٧.
٢ تاريخ الطبري ٣/ ٥٩٧، إتحاف الورى ٢/ ٥، البداية والنهاية ٢/ ٢٠٧.
٣ تاريخ الطبري ٣/ ٦٢٣، إتحاف الورى ٢/ ٦.
٤ تاريخ الطبري ٤/ ٩٤، إتحاف الورى ٢/ ٦.
٥ تاريخ الطبري ٤/ ٩٤، إتحاف الورى ٢/ ٩.
٦ تاريخ الطبري ٤/ ١٦٠، إتحاف الورى ٢/ ١٠، البداية والنهاية ٢/ ٢٣٨.
٧ الكامل لابن الأثير ٢/ ٤٨٩.
٨ الكامل لابن الأثير ٢/ ٥٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>