للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كان من فسر التنعيم بطرف الحل متجوزا في تفسيره، فكيف بمن جعل منتهى التنعيم أول الحل من جهة المدينة كما هو مقتضى ما ذكره ابن أبي زيد؟! والله أعلم.

"ونفار" المذكور في حد الحرم من هذه الجهة في كلام الأزرقي، بنون مكسورة وفاء وألف وراء مهملة، على ما ذكر غير واحد.

وأما حده من جهة "جدة" ففيه قولان:

عشرة أميال، على ما ذكر الأزرقي١، وابن أبي زيد.

ونحو ثمانية عشر ميلا، على ما ذكر الباجي في مقدار ما بين مكة والحديبية، بتخفيف الياء الثانية على الصواب فيها، ومنتهاها حد الحرم من جهة جدة، كما نقل ابن أبي زيد في "النوادر".

وذكر الأزرقي أن منتهى الحد في هذه الجهة منقطع الأعشاش٢، والأعشاش جمع عش وبعضها في الحل، وبعضها في الحرم، وكذلك الحديبية على ما قال الشافعي وابن القصار.

وقال الماوردي٣: إنها في طرف الحل، وقال مالك: إنها في الحرم. وهي والأعشاش لا يعرفان اليوم، ويقال: إن الحديبية هي البئر التي تعرف ببئر شميس٤ في طريق جدة، والله أعلم.

وأما حده من جهة اليمن ففيه قولان:

سبعة أميال بتقديم السين، على ما ذكره الأزرقي٢ وابن أبي زيد، وسليمان بن خليل.

وستة أميال، على ما وجدت بخط المحب الطبري في "القرى"٥. ورأيت ذلك في ثلاث نسخ من "القرى"، وأخشى أن يكون وهما ولا يقال سَبْق قَلَم، لأنه في "القرى" بعد ذكره لذلك القول الذي ذكره الأزرقي وابن أبي زيد، والله أعلم.

وموضع الحد في هذه الجهة طرف "أضاة لبن" في ثنية لبن، على ما ذكره الإمام الأزرقي٦، وهذه الأضاة تعرف اليوم بأضاة ابن عقش، وفيها علامة مبنية لمعرفة حد الحرم.


١ أخبار مكة للأزرقي ٢٠/ ١٣٠.
٢ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٣١.
٣ الأحكام السلطانية "ص: ١٦٥".
٤ معجم البلدان ٣/ ٣٦٥.
٥ القرى "ص: ٦٥٢".
٦ جاء في معجم البلدان ١/ ٢٨: أن أضأة لبن: حد من حدود الحرم على طريق اليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>