للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم وليها بعده: جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى بن محمد وعلي بن عبد الله بن عباس العباسي المعروف بشاشان؛ وذلك في سنة خمسين ومائتين، ودامت ولايته إلى سنة إحدى وخمسين١.

ثم وليها بعده في هذه السنة بالتغلب: إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب؛ لأنه ظهر بمكة، وهرب منه عاملها جعفر المذكور، وقتل الجند وجماعة من أهل مكة ونهب منزل جعفر ومنازل أصحاب السلطان، وأخذ من الناس نحو مائتي ألف دينار، وأخذ كسوة الكعبة، وما في الكعبة، وخزائنها من الأموال، وما حمل من المال لإصلاح العين، ونهب مكة، وأحرق بعضها، ثم خرج منا بعد مقامه فيها خمسين يوما، في شهر ربيع الأول إلى المدينة؛ فتوارى عنه عاملها، ثم رجع إلى مكة في رجب، فحصرهم حتى مات أهلها جوعا وعطشا، وبلغ الخبر ثلاث أواق بدرهم، ولقي أهل مكة منه كل بلاء، ثم سار إلى جدة بعد أن أقام سبعة وخمسين يوما؛ فحبس عن الناس فأفسد فيه كثيرا، وكان من أمره بعرفة ما سنذكره بعد -إن شاء الله، وبعد انفصاله من الموقف بعرفة سار إلى جدة، وأفنى أموالها.

وما ذكرناه من خبره لخصناه بالمعنى من تاريخ ابن جرير وابن الأثير٢، وفيه ما يقتضي أن ظهور إسماعيل بمكة كان في صفر من سنة إحدى وخمسين ومائتين؛ لأن فيه أنه خرج من مكة إلى المدينة في ربيع الأول بعد خمسين يوما، وذكر ابن حزم في "الجمهرة" ما يقتضي أنه ظهر بمكة في ربيع الأول، وذكر أنه مات في آخر سنة اثنتين وخمسين بالجدري، عن اثنين وعشرين سنة٣.

وذكر المسعودي ما يقتضي أن ظهوره كان سنة اثنتين وخمسين٤.

وولي مكة في خلافة المستعين: ابنه العباس؛ لأن المسعودي ذكر في أخبار سنة تسعه وأربعين ومائتين، أن المستعين: عقد لابنه العباس على مكة والمدينة والبصرة والكوفة، وعزم على البيعة له، فأخرها لصغر سنه ... انتهى٥ بالمعنى.


١ تاريخ الطبري ٩/ ٢٧٧، الكامل لابن الأثير ٧/ ١٣٤، ١٦٥، إتحاف الورى ٢/ ٣٢٨، البداية والنهاية ١١/ ٦، مروج الذهب ٤/ ٤٠٦.
٢ الكامل لابن الأثير ٧/ ١٦٥، ١٦٦، تاريخ الطبري ٩/ ٣٤٦، ٣٤٧، إتحاف الورى ٢/ ١٣٢٩، البداية والنهاية ١١/ ٩، العقد الفريد ٣/ ٣١٢.
٣ جمهرة أنساب العرب "ص: ٤٦"، إتحاف الورى ٢/ ٣٣١، العقد الفريد ٣/ ٣١٣.
٤ مروج الذهب ٤/ ١٧٦، وفيه يسميه: "يوسف بن إسماعيل".
٥ مروج الذهب ٤/ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>