للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصريين، بسبب فرس؛ فانتهى الأمر إلى أن شهرت السيوف بالحرم الشريف، نحوا من عشرة آلاف سيف، ونهبت جماعة من الحجاج وجماعة الحجازيين، وقتل من الفريقين جمع كثير، قيل فوق أربعين نفسا، وجرح خلق كثير، ولو أراد الأمير أبو نمي أخذ الجميع أخذهم؛ ولكنه تثبت ... انتهى.

وقال ابن الجزري في أخبار سنة تسع وثمانين وستمائة: وكان مع ركب الشام الأمير عبية أمير بني عقبة، وكان بينهع وبين أبي نمي صاحب مكة معاداة؛ فتخيل صاحب مكة أنه ما جاء إلا ليأخذ مكة شرفها الله، فغلق باب مكة ولم يمكن أحد من أصحاب عبية من الدخول إلى مكة، فاضطلعوا أصحاب عبية من جبال مكة، ودخلوا قهرا وأحرق المصريون باب مكة شرفها الله -عز وجل، ونهبوا من الدباغات الطاقات الأديم، وجرى كل قبيح من الفريقين، وقتل من الطائفتين جماعة، ثم إنهم راسلوا صاحب مكة واتفقوا معه، فدخلوا وطافوا وقضوا حجهم، ثم قال: والذي حج بالناس من مصر الأمير علم الدين سنجر الباشقيري ... انتهى.

وإنما ذكرنا هذا لأنه يخالف ما ذكره ابن الفركاح في سبب الفتنة في هذه السنة، والله أعلم.

وذكر ابن محفوظ ما يخالف ما ذكره ابن الجزري فيمن كان أمير الحاج في هذه السنة؛ لأنني وجدت بخطه سنة تسع وثمانين وستمائة حج أمير الحاج في هذه السنة، ولأنني وجدت بخطه أن في تسع وثمانين وستمائة حج أمير يقال له الفارقاني، ووقع بينه وبين أهل مكة قتال عند درب الثنية ... انتهى.

ودرب الثنية هو درب الشبيكة بأسفل مكة١.

ومنها: أن ابن محفوظ قالفي أخبار سنة اثنتين وتسعين وستمائة: ووقف الناس الاثنين والثلاثاء٢ ... انتهى.

ومنها على ما وجدت بخط ابن محفوظ في أخبار سنة ثلاث وتسعين وستمائة: وحصل بعرفة جفلة عظيمة شنيعة، وكان سببها أن بعض أولاد أبي نمي نهى مملوكا فأخطأ عليه المملوك، فجفل الناس٣ ... انتهى.

ومنها: أنه في سنة أربع وتسعين حج فيها المجاهد أنس ابن السلطان مالك العادل كتبغا المنصوري صاحب الديار المصرية والشامية، وحج في خدمته جماعة من الأمراء


١ درر الفرائد "ص: ٢٨٦"، السلوك ١/ ٣: ٧٦، البداية والنهاية ١٣/ ٣١٧، إتحاف الورى ٣/ ١٠.
٢ السلوك ١/ ٣/ ٧٨٦.
٣ إتحاف الورى ٣/ ١٢٥، ١٢٦، درر الفرائد "ص: ٢٨٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>