للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأدر السلطانية١، وحصل بهم رفق كثير لأهل الحرمين، وشكر سيرة الملك أنس المذكور، وبذل المال لصاحب مكة وأتباعه، ويقال: إن الذي نال صاحب مكة منه نحو سبيعن ألف درهم٢.

وحجت في هذه السنة عمة صاحب ماردين٣ مع الركب الشامي، وكان لها محمل كبير وسبيل كثير، وتصدق بمال كثير، وانتفع بها الحرمين وأمراء مكة والمدينة، وذكر هذه الحادثة بمعنى ما ذكرناه ابن الجزري وغيره٤.

ومنها: أنه في سنة سبع وتسعين وستمائة حج الخليفة أبو العباس أحمد ابن الأثير حسن بن علي بن أبي بكر ابن الخليفة المسترشد بالله العباسي الملقب بالحاكم، ثاني الخلفاء العباسيين بعد المستعصم، وأول من أقام بمصر من الخلفاء العباسيين، وحج معه عياله، وأعطاه صاحب مصر المنصور لاجين سبعمائة ألف درهم، وحج فيها أمير العرب منها بن عيسى بن منها، وشكر سيرته؛ لأنه تصدق بأشياء كثيرة، وحخمل المنقطعين وأطعم العيش للناس كافة٥.

ومنها: أنه في سنة ثمان وتسعين وستمائة حصل للحاج تشويش بعرفات وهوشة في نفس مكة، ونبه خلق كثيرون، وأخذت ثيابهم التي عليهم، وقتل خلق وجرح جماعة، وقيل إن المقتولين في هذه الفتنة أحد عشرة نفرا، وحصل لأبي نمي صاحب مكة من الجمال المنهوبة خمسمائة جمل، ذكره هذه الحادثة والتي قبلها بمعنى ما ذكرناه ابن الجزري٦.

ومنها: أنه في سنة تسع وتسعين وستمائة لم يحج أحد من الشام، وحج الناس من الديار المصرية، ذكر هذه الحادثة الجزري٧.

ومنها: أنه في سنة سبعمائة لم يحج فيها أحد من الشام؛ إلا أنه خرج عن دمشق جماعة إلى غزة، ومن غزة إلى إيلة، وصحبوا المصريين. ذكر ذلك البرزالي٨.


١ الأدر السلطانية: يراد بها حريم السلطان.
٢ النجوم الزاهرة ٨/ ٥٨، البداية والنهاية ١٣/ ٣٤٠، إتحاف الورى ٣/ ١٢٧، درر الفرائد "ص: ٢٨٨".
٣ صاحب ماردين هو الملك السعيد شمس الدين داود ابن الملك المظفر فخر الدين ألب أرسلان "انظر ترجمته في النجوم الزاهرة ٨/ ٥٨".
٤ إتحاف الورى ٣/ ١٢٧، درر الفرائد "ص: ٢٨٨".
٥ العقد الثمين ١/ ١٩٣، إتحاف الورى ٣/ ١٣٠.
٦ درر الفرائد "ص: ٢٨٩"، إتحاف الورى ٣/ ١٣١.
٧ إتحاف الورى ٣/ ١٣١، درر الفرائد "ص: ٢٨٩".
٨ السلوك ١/ ٣: ٩١٧، النجوم الزاهرة ٨/ ١٤٦، درر الفرائد "ص: ٢٨٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>