للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أنه في سنة ثلاث وسبعمائة حج من مصر نائب السلطان بها الأمير سيف الدين سلار، وحج معه خمسة وعشرون أميرا، وتصدق سلار بصدقات كثيرة سد بها فاقة ذوي الحاجات، وانتفع بها المجاورون بمكة وأهلها الأشراف وغيرهم، وفعل بالمدينة مثل ذلك، وكان قد جهز للصدقة في البحر عشرة آلاف أردب قمح، وتصدق الأمراء الذين حجوا معه، وتوجهوا إلى المدينة ثم إلى القدس، وتوجهوا منه إلى مصر فدخلوها مع دخول الركب المصري؛ ذكر هذه الحادثة البرزالي بمعنى ما ذكرناه١.

ومنها: أنه في سنة أربع وسبعمائة أبطل أمراء مكة حميصة ورميثة ابنا أبي نمي شيئا من المكوث في هذه السنة والتي قبلها٢.

ومنها: أنه في سنة خمس وسبعمائة حج من مصر ونواحي الغرب ومن بلاد العراق والعجم خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى٣

ومنها: أنه في سنة خمس وسبعمائة كانت بمنى جفلة عظيمة، وحصل الحرب بين المصريين والحجازيين، وكان مقدم الركب المصري الأمير سيف الدين ألغيه، وكان كافر النفس مقداما على الجرائم، سفك من البشر جماعة، وجعل عوض نحر البدن نحرهم؛ ذكر هاتين الحادثتين هكذا صاحب "بهجة الزمن في تاريخ اليمن"، التاج عبد الباقي اليماني، وذكر هذه الحادثة التي في سنة أربع بمعنى ما ذكرناه٣.

وذكر البرزالي ما يقتضي أن الفتنة التي كانت بين المصريين والحجازيين في سنة خمس، على ما ذكر صاحب "البهجة"؛ لأنه قال في أخبار سنة ست وسبعمائة: فيها كان أمير الركب المصري سيف الدين ألغيه قفجق السلحدار، ثم قال: ووقع في أيام الحج بمنى، ونهب شيء: ثم تفاقم الأمر، ولم يحصل ذلك إلا بالسوق خاصة، وانطلق العسكر خلف من فعل ذلك، فلم يعلم، وهرب المكيون في الجبال، وانطلق معهم من السروز إلى ذيل الجبل، فحصل فيهم من العسكر، ووسط منهم نفر يسير عند الجمرة، لتسكين الأمر، وإظهار الهيبة والقدرة؛ فسكن الناس ولكن بقي عندهم خوف ووجل.


١ السلوك ١/ ٣: ٩٥٤، البداية والنهاية ١٤/ ٢٩.
٢ العقد الثمين ٤/ ٢٣٤، ٤٠٥، العقود اللؤلؤية ١/ ٣٢٦.
٣ إتحاف الورى ٣/ ١٤٣، درر الفرائد "ص: ٢٩٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>