للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الصنف الأخير له على ما ذكره لي صاحبنا الإمام صلاح الدين خليل بن محمد الأقفهسي١ أبقاه الله، وذكر لي أن شيخنا كمال الدين كان يعلل ذلك بما فيه من الفائدة في كون سيل الحل لا يدخل الحرم، بخلاف شطر بيت جدي فليس فيه إلا الدعاء.

وهذه الفائدة ذكرها غير واحد من العلماء، إلا أنها معترضة بما ذكره الأزرقي من أن سيل الحل يدخل الحرم من جهة التنعيم فقط، وقد سبق كلام الأزرقي في هذا المعنى، ويعارضها أيضا ما ذكره الفاكهي، وقد سبق ذكره.

وسمعت بعض أصحابنا ينشد بيت الشيخ كمال الدين هذا بتغيير في لفظه، لأنه نقل عن شيخنا الدميري أنه قال:

ومن يمن سبع وكرز لها اهتدى ... لذلك سيل الحل لم يَعْدُ بنيانه

وكرز المشار إليه: هو كرز بن علقمة الخزاعي٢.

وليس هو أول من نصبها في الإسلام، لأن جماعة من الصحابة سبقوه إلى ذلك، منهم: تميم بن أسد، عام الفتح، بأمر النبي صلى الله عليه وسلم٣.

ومنهم في زمن عمر رضي الله عنه: حويطب بن عبد العزى، وسعيد بن يربوع، ومخرمة بن نوفل وأزهر بن عبد عوف الزهريان، كذا في الأزرقي٤. والفاكهي٥.

وفي الفاكهي أيضا عن الزبير بن بكار: أن صبيحة بن الحارث بن جبلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم، أحد القرشيين اللذين بعثهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يجددون أنصاب الحرم.

ومنهم في زمن عثمان رضي الله عنه حويطب بن عبد العزى، وسعيد بن يربوع وعبد الرحمن بن أزهر ونفر من قريش، وكان هؤلاء يجددونها في كل سنة، كذا في الأزرقي والفاكهي، وليس فيهما ذكر نصب كرز لأنصاب الحرم، وإنما ذكر ذلك ابن عبد البر٦، وذكر أن ذلك وقع في زمن معاوية رضي الله عنه في ولاية مروان على مكة.


١ ترجمته في الضوء اللامع ٣/ ٢٠٢ - ٢٠٤ رقم ١٦٥.
٢ الجرح والتعديل ٧/ ١٧٠.
٣ مثير الغرام الساكن "ص: ١٤٢.
٤ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٢٩.
٥ أخبار مكة للفاكهي ٢/ ٢٧٣ ومناسك الحربي "ص: ٤٧٢ ومثير الغرام "ص: ١٤٢".
٦ الاستيعاب ٣/ ٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>