للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة ومائة -على ما ذكر العتيقي وغيره- وجاء هذا السيل عقيب حج أبي شاكر؛ فسمي به، والله أعلم١.

ومنها: سيل الأميري في خلافة المهدي العباسي سنة ستين ومائة، وكان هذا السيل ليومين بقيا من المحرم، وذكر هذين السيلين الفاكهي بمعنى ما ذكرناه٢ والله سبحانه وتعالى أعلم.

ومن أمطار مكة وسيولها في عصر الأزرقي أو بعده بقليل: سيل كان في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، ودخل المسجد الحرام، وأحاط بالكعبة، وبلغ قريبا من الركن الأسود، ورمى بالدور بأسفل مكة، وذهب بأمتعة الناس وخرب منازلهم، وملأ المسجد الحرام حتى جر ما في المسجد من التراب بالعجل٣.

ومنها: في سنة اثنتين وستين ومائتين جاء سيل عظيم، ذهب بحصباء المسجد الحرام حتى عري منها٤.

ومنها: سيل في سنة ثلاث وستين ومائتين؛ وذلك أن مكة مطرت مطرا شديدا، حتى سال الوادي، ودخل السيل من أبواب المسجد، فامتلأ المسجد، ونبع الماء قريبا من الحجر الأسود، ورفع المقام من موضعه، وأدخل في الكعبة للخوف عليه من السيل٥، ذكر هذه السيول الفاكهي بهذا اللفظ، غير قليل منه فبالمعنى.

ومن أمطار مكة وسيولها بعد الأزرقي، ما ذكره إسحاق بن أحمد الخزاعي، راوي تاريخ الأزرقي، وأدخله فيه عقيب الخبر الذي فيه: أنه يأتي على زمزم زمان يكون أعذب من النيل والفرات؛ لأنه قال: وقد رأينا ذلك في سنة إحدى وثمانين ومائتين؛ وذلك أنه أصاب مكة أمطار كثيرة، وسال واديها بأسيال عظام في سنة تسع وسبعين، وسنة ثمانين ومائتين، فكثر ماء زمزم، وارتفع حتى كان قارب رأسها؛ فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إلا سبع أذرع أو نحوها، وما رأيتها قط كذلك، ولا سمعت من يذكر أنه رآها كذلك، وعذبت جدا حتى كان ماؤها أعذب من مياه مكة التي يشربها أهلها٦ ... انتهى.

ومنها: ما ذكره المسعودي في تاريخه في أخبار سنة سبع وتسعين ومائتين، ونص كلامه: ورد الخبر إلى مدينة السلام بأن أركان البيت الحرام غرقت حتى جرى


١ إتحاف الورى ٢/ ١٥٣، أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٣١١، أخبار مكة للفاكهي ٣/ ١٧٠.
٢ إتحاف الورى ٢/ ٢٠٣، العقد الثمين ١/ ٢٠٦، أخبار مكة للفاكهي ٣/ ١٠٨.
٣ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٣١١ ملحق سيول مكة رقم ٢١٦، إتحاف الورى ٢/ ٣٣١، درر الفرائد "ص: ٢٣٠"، أخبار مكة للفاكهي ٣/ ١١٣.
٤ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٣١٢، إتحاف الورى ٢/ ٢٣٨.
٥ إتحاف الورى ٢/ ٣٣٩.
٦ إتحاف الورى ٢/ ٣٤٧، ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>