للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها على ما وجدت بخط الشيخ أبي العباس الميورقي: أنه في منتصف ذي القعدة عام عشرين وستمائة أتى سيل عظيم قارب دخول بيت الله الحرام، ولم يدخله ... انتهى.

ولعله السيل الذي ذكره ابن مسدي، والله أعلم.

ومنها على ما وجدت بخطه: سيل في سنة إحدى وخمسين وستمائة.

ومنها على ما وجدت بخطه -أيضا: أنه في ليلة نصف شعبان سنة تسع وستين وستمائة أتى سيل لم يسمع بمثله في هذه الإعصار، بأثر سيل في أول يوم الجمعة، يعني رابع عشر شعبان هذه السنة، ودخل البيت الله الحرام -شرفه الله تعالى- وألقى كل زبالة في المعلاة في الحرم -قدسه الله تعالى- قال لي الشيخ عبد الله بن محمد ابن الشيخ أبي العباس أحمد التونسي المعروف بالأعمى: لم يكن ليلة النصف من شعبان بالحرم أحد إلا أن الحرم بقي كالبحر، يموج منبره فيه، وما سمعت تلك الليلة مؤذنا؛ لأنه بقي الناس من خوف الهدم والغرق في أمر عظيم، حتى خشي أنه ينسى كثير من الناس الفرض؛ فكيف بصلاة ليلة النصف من شعبان المكرمة، قال: وتوهمت أنا أنه طرد لأهل مكة عن بيته؛ لأنهم كانوا قد استعدوا على العادة لصلاة نصف شعبان، وأخرجوا من صلاة الجمعة، فأتمها الإمام، ولم ير تلك الليلة طائف إلا ما سمع في السحر برجل يطوف بالعوم. فتعجب الناس من قوته وجسارته، قال القلعي: إن الحجر الأسود لا يستطاع إلا لمن كان عواما غطاسا، وقال الفقيه يعقوب القاضي: حمل سيل مكة عالما عظيما، وطاحت الدور على عالم أيضا١ ... انتهى.

ومنها: سيل عظيم في ليلة الأربعاء سادس عشر ذي الحجة سنة ثلاثين وسبعمائة؛ ذكره قاضي مكة شهاب الدين الطبري في كتاب كتبه لبعض أصحابه بعد الحج في هذه السنة، ونص المكتوب في الكتاب فيما يتعلق بهذا السيل: وجاء الناس سيل عظيم بلا مطر ليلة الأربعاء سادس عشر من ذي الحجة ملأ الفساقي التي عند المعلاة، وعند مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرب البساتين، وملأ الحرم، وأقام الماء فيه يومين، والعمل مستمر فيه يلزم الناس شغل مدة كثيرة٢ ... انتهى.

ومنها على ما ذكر البرزالي في "تاريخه": أن في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وقع بمكة أمطار وصواعق، ووقعت صاعقة أبي قبيس فقتلت رجلا، ووقع في مسجد الخيف صاعقة فقتلت آخر، ووقع في الجعرانة صاعقة فقتلت رجلين٣ ... انتهى.


١ إتحاف الورى ٣/ ١٠٠، درر الفرائد "ص: ٢٨٣"، العقد الثمين ١/ ٢٠٧.
٢ إتحاف الورى ٣/ ١٩٣.
٣ إتحاف الورى ٣/ ٢٠٠، درر الفرائد "ص: ٣٠٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>