من ذلك في الموسم، وبيع فيه الأرزد بأربعة إفرنتية، الويبة والنوى لعلف الجمال، كل ويبة مصرية بإفرنتي وربع.
ووقع الغلاء في الموسم في الخضر أيضا، حتى بيعت البطيخة الكبيرة بإفرنتي وأزيد، بعرفة ومنى، وهذا شيء لم يسمع به، وسبب هذا الغلاء مع المقدور: قلة الغيث بمكة في سنة خمس عشرة وثمانمائة عما يعهد، ولم يصل إلى مكة مما كان يصل إليها من الذرة من بلاد سواكن، ومن اليمن، لغلاء وقع فيهما، ولا سيما بسواكن؛ فسبب الغلاء فيها: أكل الجراد لزرع بلاد الداع التي يحمل منها الذرة إلى سواكن؛ فبلغ السعر فيها في هذه السنة ست عشرة وثمانمائة، كل غرارة مكية ذرة بثلاثين مثقالا ذهبا، وهذا شيء لم يعد فيها مثله من دهر طويل.
وسبب الغلاء ببلاد اليمن: قلة الزرع بها لقلة المطر، وصار أهل اليمن وأهل سواكن يجلبون الذرة إليها من قرية يقال لها فنونا، بقرب حلي، ومنها أيضا يجلب ذلك إلى مكة، وما عرفت أن مثل هذه القرية الصغيرة تمير أهل اليمن وسواكن؛ فسبحان القادر على كل شيء، وهو المسئول في اللطف وكشف البلاء.
ووقع بعد ذلك بمكة غلاء كثير ورخص كثير.
فمن ذلك: أنه في سنة تسع عشرة -بتقديم التاء- وثمانمائة، كانت الغرارة الحنطة اللقيمة المليحة بخمسة إفرنتية، والغرارة المابية، وهي نوع دنيء من الحنطة بأربعة إفرنتية، وربع الغرارة الذرة بثلاثة إفرنتية، وبيعت في وادي مر بإفرنتيتين وستة دنانير مسعودية، وصرف الإفرنتي خمسة عشر دينار مسعوديا بالوادي، والسمن كل وقية بسبعة مسعودية، ويستقيم المن بإفرنتي وثلث ونحو ذلك، واللحم كل من بستة مسعودية، والتمر كل من بدرهمين مسعوديين. وكان صرف الإفرنتي بمكة بأربعة وخمسين مسعوديا، وربما زاد قليلا.
ومن ذلك غلاء وقع بعد الموسم من هذه السنة، وامتد إلى أوائل سنة عشرين وثمانمائة، ولم تطل مدته، وبلغت فيه الغرارة الذرة ثلاثة عشرة إفرنتيا.
ومن ذلك رخاء في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة في الذرة، بيعت الغرارة بمكة بثلاثة إفرنتية، وبجدة بإفرينيتين وربع وبإفرينيتين ونصف، وبيع في هذه السنة العسل كل سبعة أمنان بإفرنتي، ولم يعهد مثل ذلك قبله في العسل، من مدة سنين١، ثم غلا سعره وسعر الذرة في بقية سنة إحدى وعشرين، وفي سنة اثنين وعشرين وثمانمائة، وبلغت فيه
١ إتحاف الورى ٢/ ٥٦١، واستبدل بالإفرنتي لفظ "الأفلوري".