ومنها قوله:
وبالخفيف أعطانا الإله أماننا ... وأذهب عنا كل ما نحن خفناه
وردت إلى البيت الحرام وفودنا ... رجعنا لها كالطير حن لمأواه
وطفنا طوافا للإفاضة حوله ... ولذنا به بعد الجمار وزرناه
ومن بعد ما زرنا دخلناه دخلة ... كأنا دخلنا الخلد حين دخلناه
ونلنا أمان الله عند دخوله ... كما أخبر القرآن فيما قرأناه
فيا منزلا قد كان أبرك منزل ... نزلناه في الدنيا وبيت وطئناه
ترى حجة أخرى إليك ورحلة ... وذاك على رب العلا تمناه
فإخواننا ما كان أحلى دخولنا ... إليه لبثا في حماه لبثناه
فإخواننا أوحشتمونا هنا لكم ... فيا ليتكم معنا وأنا حففناه
ومنها قوله:
وبالحجر الميمون لذنا فإنه ... لرب السما في أرضه يمناه
نقبله من حبنا لإلهنا ... فكم أشعث كم اغبر قد رحمناه
وذاك لنا يوم القيامة شاهد ... وفيه لنا عهد قديم عهدناه
ونستلم الركن اليماني طاعة ... نستغفر المولى إذا ما لمسناه
وملتزم فيه التزمنا لذنبنا ... عهود وعفو الله فيه لزمناه
وكم موقف فيه مجاب لنا الدعا ... دعونا به القصد فيه نويناه
وصلى بأركان المقام حجيجنا ... وفي زمزم ماء طهور وردناه
وفيه الشفا فيه بلوغ مرادنا ... لما نحن ننويه إذا ما شربناه
وبين الصفا والمروة الحاج قد سعى ... فإن تمام الحج تكميل مسعاه
ومنها قوله:
وبينا حجيج الله بالبيت محدق ... ورحمة رب العرش تدنو وتغشاه
تداعت رفاق بالرحيل فما ترى ... سوى دمع عين بالدماء مزجناه
لفرقة بيت الله والحجر الذي ... لأجلهما شاق الأمور شققناه
وودعت الحجاج بيت إلهها ... وكلهم تجري من الحزن عيناه
فلله كم باك وصاحب حسرة ... يود بأن الله كان توفاه
ولا يشهد التوديع يوما لبيته ... وإن فراق البيت مرد وجدناه
فما فرقه إلا والله إنه ... أمر وأدهى ذاك شيء خبرناه