للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها قوله:

ووالله لولا أن نؤمل عودة ... لذقنا طعام الموت حين فجعناه

ومن بعد ما طفنا طواف وداعنا ... رحلنا إلى قبر الحبيب ومعناه

وأنشدني محمد بن محمد بن داود الصالحي مكاتبة منه، وفاطمة بنت أحمد الفقيه مشافهة بطيبة، أن أبا عمرو الإفريقي أنشدهما إذنا قال: أنشدنا أبو اليمن ابن عساكر١ نزيل مكة لنفسه، بقراءتي عليه بمسجد الخيف بمنى:

يا جبرتي بين الحجون إلى الصفا ... شوقي إليكم مجمل ومفصل

أهوى دياركم ولي يربوعها ... وجد يؤرقني وعهد أول

ويزيدني فيها العذول صبابة ... فيظل يغريني إذا ما يعدل

ويقول لي لو قد تبدلت الهوى ... فأقول: قد عز الغداة تبدل

بالله قل لي: كيف تحسن سلوتي ... عنها وحسن تصبري هل يجمل؟

هل في البلاد محلة معروفة ... مثل المعرف أو محل بحلل؟

أم في الزمان كليلة النفر التي ... فيها من الله العوارف تجزل

أم مثل أيام تقضت في منى ... عمر الزمان بها أغر محجل

في جنب مجتمع الرفاق ومنزع الأ ... شواق حياها السحاب المسبل

وأنشدتني أم الحسن فاطمة بنت مفتي مكة شهاب الدين أحمد بن قاسم الحرازي إذنا مشافهة بطيبة -إن لم يكن سماعا- قالت: أنشدني جدي الإمام رضي الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري٢ سماعا قال: أنشدنا الإمام الحافظ أبو بكر بن محمد بن يوسف بن مسدي لنفسه من قصيدة له:

سقى تهامة ما تهمي السحاب به ... سحا يسح وتهتانا بتهتان

حيث الحجيج إن حجيجي تخذت بها ... ربعا بربع وأخذانا بأخدان

ومنها قوله:

أنكرت سلمى وأياما بذي سلم ... لوقفة بين تعريف وعرفان

حيث الأراك والنسيم صبا ... بقنا في شيخ أفنان بأفنان

والدار آهلة من كان مغترب ... يعرو إليها بتهليل وقرآن


١ هو عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن. توفي سنة "٦٨٦هـ"، لحظ الألحاظ "ص: ٨١".
٢ ترجمته في لحظ الألحاظ "ص: ١٠٠، ١٠١".

<<  <  ج: ص:  >  >>