واسم الحبيب شعار العاشقين بها ... تيك المشاعر من شيب وشيبان
لبيك لبيك توحيدا يؤكده ... توابع الشوق في سر وإعلان
وللإجابة سمع ليس يشغله ... شأن كثير من القول عن شان
وينفرون إلى الزلفى بمزدلف ... جمعا بجمع ووجدانا بوجدان
من كل مستغفر مستقبل ثقة ... من الحبيب بإقبال وغفران
من لم يقف برسوم الموقفين فما ... مشت به قط للأحباب رجلان
وفي منى للمنى ذاك المنال فلا ... تبعد بك الدار عن قرب وقربان
ومنها قوله:
وفي الإفاضة فيض الجود من ملك ... يلقى المسيء إذا استعفى بإحسان
ومنها قوله:
يا طائفين بنا إنا نطوف بكم ... باعا يباع ووجدانا بوجدان
ورب ماش تبادرناه هرولة ... إليه تلقاه بشرى قبل تلقاني
أما الغريب وإن عز المكان فلا ... يبعدنك الوهم في تقرير إمكان
من فاوض الركن قد فاوضته بيدي ... هذا يميني فحيوها بأيمان
من يستجر فإن بالمستجار له ... نعم المجير إذا يلجأ لي الجاني
وعند ملتزم منا لملتزم ... لو شاء ما شاء منا غير منان
ومنها قوله:
ولي مقام أمين بالمقام فما ... نوفي فيه إلا كل أمان
ولي بزمزم سر فيه زمزمة ... عنوانها عند أزمات وأزمان
ومنها قوله:
هذي الأماني لا أيام ذي سلم ... دار الأمان فما دار بغمدان
كفاني الله تبديلا بمظهرها ... حتى أغيب في لحدي وأكفاني
وأنشدني خالي قاضي الحرمين محب الدين النويري -تغمده الله برحمته- سماعا بالمسجد الحرام، أن القاضي عز الدين عبد العزيز ابن القاضي بدر الدين بن جماعة الشافعي أنشده سماعا، قال: أنشدني والدي لنفسه، وأنشدني عاليا الإمامان: أبو أحمد إبراهيم بن محمد اللهمي وأبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد المصري إذنا عن القاضي بدر الدين بن جماعة١ قال:
ما بال قلبي لا يقر قراره ... حتى يقضي من منى أوطاره
١ هو محمد بن إبراهيم بن سعد الله توفي سنة ٧٣٣هـ وترجمته في "لحظ الألحاظ".