فلله عهد من معاهد أنسه ... جديد ولو أبلى الممات عظامي
فهل لي إلى تلك المواطن عودة ... على رغم حسادي وأهل ملامي
وأكحل بالميل الأخيضر ناظري ... بإثمد ركن البيت قبل حمام
وأنشد في عيدي بقرب أحبتي ... ألا إن هذا اليوم فطر صيامي
أديروا أديروا ماء زمزم خالصا ... فذا خيرا كأس في ألذ مقام
ونادوا على رأسي بأبواب شاربي ... عبيد ذليل مثقل بآثام
عسى عطفه منكم عليه فإنه ... تعلق من إحسانكم بزمام
وفي قوله أيضا:
في مكة الوقت قد صفا لي ... بطيب جار لها ودار
وخفض عيش جوار ربي ... فذاك خفضي على الجوار
وقوله أيضا:
ليل الحمى كله من طيبه سحر ... أحلى من النوم فيه عندنا السهر
يستلقط البرد من أنفاسه خلسا ... يطفي بها نار أحشاء لها شرور
وتجتلي الكعبة الغراء في خلع ... من الجمال على من فوقها الخفر
دار الهوى برح أطيار القلوب ... بداء أكبادنا روض الربا العطر
مستودع السر حضن الأمر منتقح ... إلام لا كنز لديه تحقر البدر
فغنني واسقني من ماء زمزمها ... هذا هو العيش لا خمر ولا وتر
وقوله أيضا:
وليل ببطحاء الحمى قد قطعته ... وطائر أنسي في الهوى قد ترنما
وطاف بكاسات الأماني سرورنا ... فطيب عيش في المقام وزمزما
وقوله أيضا:
بمكة قد طابت مجاورتي فيا ... إلهي فاجعلها مدى العمر سرمدا
فأنت الذي أحللتني ساحة الهوى ... وعودت قلبي عادة فتعودا
وقوله أيضا:
بمكة نلت الخير من كل جانب ... ودست على أمنية النفس بالنعل
فعن حرم الرحمن إن سرت قاصدا ... فلا كنت من نفسي الكريمة في حل
وقوله مضمنا:
مجاورتي بمكة نلت فيها ... أجل مناي من أقصى مرام
وما ظفر الفتى في الدهر يوما ... بأطيب من مجاورة الكرام