وواحد وجاءه التأييد السلطاني؛ فبقي مدة حتى صار الاختلاف فيما بين الأشراف في سنة ثلاث بعد المائة والألف إلى أن نزل عن ولاية مكة للشريف مساعد بن سعد جد ذوي مساعد من آل زيد.
ونزل هو للشريف سعيد بن سعد السابق جد ذوي سعيد بن ذوي زيد بحضرة القاضي فسجل ذلك، وبعث القاضي الشريف سعيد قفطانا من السلطان فلبسه وجلس للتهنئة يوم الأحد سابع محرم سنة ثلاث ومائة وألف، وهذه هي الولاية الثانية للشريف سعيد، ثم أرسلوا الخبر إلى أبواب السلطنة بذلك فولت والده الشريف سعد ذلك، وهذه هي الولاية الثانية له وكان حينئذ عندهم كما تقدم، ولم تزل الأخبار تتوارد بمجيء الشريف سعد إلا أن دخل مكة مع الحج في ذي الحجة من العام وجلس في دار للتهنئة، ثم بعد مدة في أواخر سنة خمس ومائة وألف عزل عنها لمنافرة حصلت بينه وبين محمد باشا صاحب جدة.
فولي إمارة مكة الشريف عبد الله بن هاشم بن محمد بن عبد المطلب بن حسن بن أبي نمي وخرج الشريف سعد إلى القنفذة.
ثم رجع الشريف أحمد بن غالب مكة وواجه أميرها الشريف عبد الله بن هاشم، ثم وصل الخير إلى الشريف بالقنفذة، وورد مكة فحصل القتال بينه وبين جماعة الشريف عبد الله بن هاشم الأمير والشريف أحمد بن غالب.
فغلب الشريف أسعد على مكة ودخلها وارتحل الشريف عبد الله والشريف أحمد إلى الرنى فاجتمع الأشراف وقالوا إن الفتنة لا تسكن إلا إذا نودي في البلاد للشريف سعد فحينئذ تم الأمر له وجلس في داره للتهنئة، وكانت مدة تولية الشريف عبد الله أربعة أشهر، وهذه هي الولاية الثالثة للشريف سعد، ثم وصل الخبر بذلك إلى الأبواب الخاقانية والسلطنة العثمانية؛ فأرسل حينئذ السلطان مصطفى خان التأييد للشريف سعد.
وإلى هنا تم تاريخ العلامة المؤرخ السنجاري١ المسمى "منائح الكرم في أخبار مكة وولاة الحرم".
واستمر الشريف سعد في ولايته هذه مطمئنا إلى سنة ثلاث عشرة ومائة وألف؛ فاستحسن أن يعرض للدولة إقامة ولده الشريف سعيد مقامه في ولاية مكة وينزل عنها فأجيب إلى ذلك، وهيه هي الولاية الثالثة للشريف سعيد السابق ذكره، وبقي فيها إلى أن حصل التنافر فيما بينه وبين الأشراف وامتدت الولاية إلى سنة ست عشرة ومائة، وحصل