للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بئر بضاعة:

روى أبو داود في السنن من حديث أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقال له: إنه يسقى لك من بئر بضاعة١ وهي بئر يلقى فيها لحوم الكلاب والمحايض وعذر الناس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن الماء طهور لا ينجسه شيء" ٢.

أنبأنا أبو القاسم الصموت عن الحسن بن أحمد بن عبد الله عن جعفر بن محمد، قال: أنبأنا أبو يزيد المخزومي حدثنا الزبير بن بكار حدثنا محمد بن الحسن عن حاتم بن إسماعيل عن محمد بن أبي يحيى عن أمه قالت: دخلنا على سهل بن سعد في نسوة فقال: لو أني سقيتكن من بئر بضاعة لكرهتن ذلك، وقد -والله- سقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي منها.

وحدثنا محمد بن الحسن عن عبد المهمين بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصق في بئر بضاعة، وحدثنا محمد بن الحسن عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن مالك بن حمزة بن أبي السيد عن أبيه عن جده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا لبئر بضاعة، قال أبو داود السجستاني في السنن: سمعت -والله- قتيبة بن سعيد يقول: سألت قيِّم بئر بضاعة عن عمقها فقلت: أكثر ما يكون فيها الماء؟ قال: إلى العانة، قلت: فإذا نقص قال: دون العورة، قال أبو داود: قدرت بئر بضاعة بردائي مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضها ستة أذرع، وسألت الذي فتح باب البستان فأدخلني إليه: هل غير بناؤه عما كان عليه؟ فقال: لا، ورأيت فيها ماءً متغير اللون. قلت: وهذه البئر اليوم في بستان وماؤها عذب طيب ولونه صافٍ أبيض، وريحه كذلك ويستقي منها كثيرا، وذرعتها فكان طولها أحد عشر ذراعا وشبرا، منها: ذراعان راجحة ماء والباقي بناء وعرضها ستة أذرع كما ذكر أبو داود في السنن.

ثم بئر غرس:

أخبرنا يحيى بن أسعد بخطه قال: أنبأنا أبو علي الحداد عن أبي نعيم الأصبهاني قال: كُتِب إلى أبي محمد الخواص أن محمد بن عبد الرحمن أخبره قال: أخبرنا الزبير بن بكار حدثنا محمد بن الحسن عن عبد العزيز بن محمد عن سعيد بن عبد الرحمن بن قيس، قال: جاءنا أنس بن مالك بقباء فقال: أين بئركم هذه؟ يعني بئر غرس٣ فدللناه


١ هي بالقرب من سقيفة بني ساعدة.
٢ هو لأحد في مسنده ولمسلم والترمذي والنسائي والدارقطني وللبيهقي في السنن عن أبي سعيد وهو صحيح.
٣ هو في الشمال الغربي للمدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>