للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسماء تظهر بشكل واضح في أشعار العرب في العصر الجاهلي٢٢.

وإذا كان القرآن الكريم "كمصدر نستقي منه جانبًا من معلوماتنا عن حياة العرب في العصر السابق للإسلام" قد ألمح إلى الجمل كوسيلة نقل لحمل الأثقال إلى مسافات وبلاد بعيدة، فقد أشار إلى الخيل والبغال والحمير كدواب للركوب أو الزينة. وفي هذا المجال فإن الحمار هو أقدم هذه الدواب جميعًا، فقد عرفه الساميون من فترات بالغة في القدم كوسيلة للنقل. وهو يظهر في وادي الرافدين على سبيل المثال مع بداية تاريخهم. بل إنهم حين بدءوا يعرفون الجمل سموه "في اللغة الأكدية" حمار البحر "ربما إشارة إلى أنه أتى من الشاطئ العربي لمنطقة الخليج" وفي هذا الوصف وحده دليل على أن معرفتهم بالحمار كانت أقدم بكثير. والقبائل العربية البدوية كانت متاخمة لوادي الرافدين ومن ثم فإن معرفة أحد الجانبين للحمار كانت تعنى بالتبعية معرفة الجانب الآخر له. ولكن الحمار كان بالضرورة وسيلة نقل لا تلبي في قطع المسافات الطويلة وبخاصة في رمال البادية، ومن ثم فإن استخدامه لا بد أنه كان محدودا وقاصرا على الحضر وأماكن الاستقرار كدابة لركوب العوام. ولعل هذه الصفة هي التي جعلت العرب تضعه في مرتبة أدنى بكثير من مرتبة


٢٢ تحمل الجمل للنقل في المسافات البعيدة يأتي في القرآن الكريم بشكل متضمن في سورة النحل: آية ٧. عن تفصيل حمولته ومدى احتماله راجع rodinson. ذاته، ص١٣؛ hitti: ذاته، ص٢٢. عن اتخاذ بول الجمل دواء لبعض الأمراض نجد ذلك في أحد أبيات لبيد بن ربيعة "٥٦٠-٦٦١م" في لويس شيخو -أفرام البستاني: المجاني الحديثة، ج١، بيروت ١٩٦٠، ص١٢٢، بيت ٣٤، يصف فيه طريقًا تقطعها ناقته:
يهوي إلى قصب كأن جمامه ... سملات بول أُغليت لسقيم
عن استخدام الجمل كوسيلة للمعاملة بدلا من المال راجع hitti: ذاته، ص٢٢، وجواد علي: ذاته، ص١٩٧.

<<  <   >  >>