معينة إلى إله من آلهتها، فنعرف من ذلك اسم هذا الحاكم أو الشخص واسم الإله أو الآلهة التي كانت عبادتها تسود هذه المنطقة وهكذا.
وتعمل الآن في حقل الكشف عن الآثار والنقوش في شبه الجزيرة العربية مجموعة من الهيئات العلمية المتخصصة, تتكون كل منها في أغلب الأحوال من فريق متكامل يمثل التخصصات المختلفة, يوجد فيه المنقب الأثري والمتخصص اللغوي والجغرافي والرسام والمهندس المعماري، وهذه الهيئات التي تنتمي إلى بلاد مختلفة تؤدي مجهوداتها هذه إلى توضيح الصورة التاريخية لشبه الجزيرة أمام الباحثين يوما بعد يوم. على أننا ندين في الواقع ببداية الاهتمام بتاريخ شبه الجزيرة العربية وبداية التعرف العلمي على آثارها ونقوشها إلى عدد من العلماء الأوروبيين والعرب والأمريكيين كان لمجهوداتهم الأولى، التي عرضتهم لكثير من المصاعب والمخاطر "وهي مخاطر أودت بحياة عدد منهم في بعض الأحيان" أكبر الأثر في قيام واستمرار العمل العلمي القائم الآن في هذا المجال. وقد كان عمل هؤلاء الرواد مختلطا في أغلب الأحوال بين الآثار والكشف عن النقوش القديمة حسبما تتيسر الظروف. ولا أهدف في هذه الكلمة التمهيدية إلى حصر أسمائهم أو أعمالهم وإنما أود أن أعرض بشكل سريع إلى التعريف بالمراحل التي سارت فيها هذه الكشوف بهدف إعطاء هيكل عام لها.
وقد كان أول هؤلاء هو كارستن نيبور karsten niebuhr, الجغرافي الدانماركي الذي قام هو وخمسة أفراد آخرين في بعثة أرسلها ملك الدانمارك للكشف عن آثار اليمن بين ١٧٦١، ١٧٧٢, وقد هلك زملاؤه الخمسة وبقي هو ليضع كتابا ضمنه نتاج العمل الذي قامت به البعثة، ورغم أن الكتاب يحتوي على قدر كبير من تفاصيل الرحلة ذاتها مما قد لا يهم الباحث في تاريخ شبه الجزيرة، إلا أن هذا الكتاب كان له أثرانِ مهمانِ: أولهما هو أنه نبه