للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العربية وأن الحدث المروي يمثل علاقة هذه المنطقة شبه الصحراوية بجيرانها٣٢.

على أن أغلب الإشارات الواردة في التوراة، فيما يخص موضوعنا، تبين لنا عددا من الجوانب التي اتسمت بها العلاقات بين العرب والعبرانيين، سواء أكان العرب المقصودون من البدو أم من أهل الحضر. وهي علاقات كانت تسير في بعض الأحيان في طريق العنف السافر الذي ينتصر فيه أحد الطرفين مرة وينتصر الطرف الآخر مرة، وتسير في طريق المؤامرات أحيانا أخرى، أو في طريق العلاقات التجارية في أحيان ثالثة. فالتوراة تذكر لنا مثلا أن الفلسطينيين والعرب "الذين بقرب الكوشيين" هاجموا مملكة يهوذا على عهد ملكها يورام أو يهورام "٨٥١-٨٤٣ ق. م" ويبدو من سياق الحديث أنه كان هجوما عنيفا اكتسحوا فيه المملكة، فقد هاجموا قصر الملك وسبوا نساءه وأسروا كل أبنائه فيما عدا واحدًا ونهبوا أمواله، وهنا تقف أمام الباحث صعوبة، فالكوشيون عادة يعني الأحباش أو سكان منطقة السودان، ومن هنا ذهب أحد الباحثين إلى أن العرب الذين بقرب الكوشيين هم أهل اليمن، بينما ذهب باحث آخر إلى أنهم عرب سيناء على أساس أنهم بقرب المصريين اعتبارا بأن المصريين من الحاميين ومن ثم يكونون هم المقصودون بالكوشيين٣٣.

ولكن الرأيين مردود عليهما، وفيما يخص الرأي الأول، فإن التوراة حين ترد فيها لفظة العرب تعني الصحراء أي البدو، واليمن كانت


٣٢ جواد علي: ذاته، ج١ صفحات ٦٣٣-٦٣٤ وحاشية ١ في ٦٣٤.
٣٣ عن نص التوراة، إخبار الأيام الثاني، إصحاح ١٦:٢١-١٧، عن شدة هذا الهجوم، السفر ذاته، إصحاح ٢٢: ١، صاحب رأي عرب اليمن هو ماجوليوت margoliouth وصاحب رأي عرب سيناء هو موسل musil, الرأيان مقتبسان في جواد علي: ذاته، ج١، ص٦٤٣ وحاشية ١و٢ وفي الصفحة ذاتها.

<<  <   >  >>