للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هذه الموانئ يحملها التجار الفينيقيون أو اليونان إلى الموانئ اليونانية٧.

كذلك فإن هيرودوتوس إذا كان قد اعتمد في قسم من المعلومات على الروايات التي سمعها من مصدر أو آخر سواء من أبناء البلاد أو المتصلين بهم أو من غير هاتين الفئتين، فإن قسمًا من هذه المعلومات كان نتيجة لملاحظته الشخصية في الأماكن التي مر بها في رحلته التي شملت قسمًا لا بأس به من بلاد الشرق الأدنى في سبيل تدوين تاريخه, وهي أماكن تضم فيما بينها الأطراف الشمالية لشبه جزيرة العرب, هذا إلى جانب أن حديثه عن البخور والطيوب الآتية من جنوبي شبه الجزيرة "سواء أكانت هذه من منتجات شبه الجزيرة جلبها العرب من مناطق أخرى ثم نقلوها في قوافلهم إلى الشواطئ السورية حيث ينقلها آخرون بحرا بعد ذلك إلى الموانئ اليونانية" كان يستند إلى ممارسة شخصية في المجتمع اليوناني الذي كان هذا المؤرخ أحد أبنائه، وهو مجتمع كان يستهلك قدرا لا بأس به من البخور والطيوب وكان بالضرورة على علم بمصدر هذه السلع أو على الأقل بمن كانوا يتاجرون فيها٨.


٧ عن موقع البلاد راجع حاشية ٤ أعلاه، عن التربة II,١٢ عن العادات والتقاليد I, ١٩٩, III, ٨ عن العقائد الدينية I, ١٣١, III, ١٠٨ عن الملابس والأسلحة Vii,٦٩ عن الأسلحة وطرق الحرب v١١,٨٦ عن علاقاتهم مع الآشوريين II, ١٤١ عن علاقاتهم مع الفرس III, ٩٧ vII, ٦٩ عن المنتجات من الطيوب والتوابل III, ١٠٧, III,١٣عن تجارتهم بشكل عام من البلاد الأخرى III, III وساطة التجار الفينيقيين بين الطيوب والتوابل العربية وبين بلاد اليونان نستنتجها من III, ١٠٧, ١١١.
٨ كان استهلاك الطيوب والبخور في بلاد اليونان ضرورة يومية في المنزل والمعبد والأعياد والاجتماعات السياسية والاحتفالات الرياضية "وهي احتفالات كانت لها أهمية كبرى في بلاد اليونان وترعاها الدولة" والمناسبات الاجتماعية، وقد تزايد استهلاك الطيوب والبخور مع تزايد الرخاء الذي واكب الازدياد الكبير في حجم تجارة الإمبراطورية الأثينية في القسم الشرقي للبحر المتوسط وبخاصة بعد الضربة التي تلقاها النشاط التجاري الفينيقي في المنطقة عقب الهزيمة التي حاقت بالأسطول الأثيني على شواطئ قبرص في ٤٤٩ق. م، راجع عن مظاهر هذا الرخاء في أثينا j.b. bury: a history of greece ط٢ ١٩٤٥، صفحات ٣٦٧-٣٧٨.

<<  <   >  >>