للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأنفسهم، ولم يعودوا يتقدمون إلا بخطا مترددة كلما أقدموا على أية حركة"هـ.

والحديث، رغم غرابته لأول وهلة، قد يكون صادقا، فإلى جانب معاصرة الكاتب له "فقد خدم أميانوس تحت قيادة أورسينيكوس ursinicus في الشرق"، فإن كذلك ليس من المستبعد أن يكون واردا بين بعض القبائل البدوية، ومن غير المستبعد أن يكون لهذا التصرف مغزًى معين "ميثولوجي أو أنثروبولولجي ثقافي" في أذهان عرب البادية. وعلى أية حال فهناك إشارة مباشرة واحدة على الأقل إليه في قصيدة المهلهل بن ربيعة التغلبي "توفي في النصف الأول من القرن السادس م." التي هدد فيها قاتلي كليب من بني بكر حيث يقول: و

قل لبني ذهل يردُّونه ... أو يصبروا للصيلم الحَنْفقيقْ

فلقد تروَّوا من دم محرم ... وانتهكوا حرمته من عقوقْ

ولا يزال أثر هذا التصور سائدًا في الريف العربي حتى الآن، على الأقل من الناحية النظرية، حين نسمع أحدهم يقول عن عدو له: إذا فعل كذا فسأشرب من دمه.

وفي موضع آخر يصف بعض عادات العرب "يقصد أهل البادية منهم" فيقول: "إن حياتهم في تنقل مستمر، وهم يتخذون زوجات بموجب عقد مؤقت. ولكي يكون هناك مظهر من الحياة الزوجية، فإن الزوجة المستقبلة تقدم لزوجها رمحًا وخيمة على سبيل المهر، على أن


هـ historiae: XXXI, ١٦.٦.
وشيخو وبستاني: المجاني الحديثة، قصيدة الداهية، أبيات ٢٣-٢٤.

<<  <   >  >>