للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون لها الحق في أن تتركه "أي زوجها" بعد مدة يتفق عليها فيما بينهما إذا أرادت ذلك، وإن حرارة العاطفة التي يندفع فيها الجنسان أمر لا يصدقه عقل" ح.

والملاحظة التي يبديها المؤرخ في القسم الأول من النص "الخاص بالزواج" فيها، على الأقل بالمقارنة بما كان سائدا في الفترة السابقة لظهور الدعوة الإسلامية مباشرة، شيء من الالتباس أو المبالغة، فالمرأة البدوية كان لها دون شك قدر من حرية التصرف أكثر من المرأة الحضرية في المجتمع العربي في العصور السابقة للإسلام، كذلك فإن انفصال الزوجة عن زوجها كان كذلك شيئا واردا، ولكن الوصف الذي يقدمه أميانوس قد لا يستقيم مع بعض الضوابط التي كانت موجودة في الحياة الزوجية عند العرب آنذاك، وإن كان يشير، رغم هذا، إلى ذلك القدر من الحرية الذي كان يعطي المرأة العربية البدوية القدرة على مفارقة زوجها في بعض الظروف، كما نستنتج ذلك واضحًا من الشعر المنسوب إلى هند بنت عتبة وصاحباتها وهن ينشدن محرضين رجالهن ضد المسلمين في غزوة أحد: ط

إن تقبلوا نعانق ... ونفرش النمارق

أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق

كذلك قد يقع أميانوس في خطأ التعميم في بعض الأحيان، وهو أمر نلحظه حين يتكلم عن تسمية العرب باسم العرب الميامين "السعداء أو المحظوظين" ARABES BEATI وتعليله لهذه التسمية فيقول: "إن


ح OP.CIT: XIV,٤.
ط ابن هشام: السيرة، تحقيق السقا والإبياري "طبعة القاهرة ١٩٣٦-١٩٥٥" ج٣، ص٧٢.

<<  <   >  >>