للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا الصدد يجب أن نتوقف عند اثنين من أصحاب الكتابات العربية ذكروا لنا شيئا عن مصادر كتاباتهم، وأول هذين هو وهب بن منبه "توفي في ١١٠هـ-٧٢٨م" وهو يهودي الأصل ومن ثم فربما كان على علم بالمصادر العبرانية المعاصرة لأحوال وأحداث شبه الجزيرة في الفترة السابقة للإسلام، وهو أمر يجعلنا نتوقف قليلا عند هذه الحقيقة، ولكنا لا نلبث أن نتردد في قبول ما يذكره لنا من أخبار العرب القدامى حين نجده يقول: "قرأت ثلاثة وتسعين كتابا مما أنزل الله على الأنبياء"٣٩. وهو تقرير غير صادق بالضرورة ومن ثم يصح الاعتماد على الأخبار المبنية عليه أمرا غير وارد. أما الكاتب الثاني فهو الهمداني "توفي بعد ٣٤٠هـ-٩٥١م" صاحب كتاب الإكليل، الذي يبدو من بعض ما ورد في كتابه أنه كان على معرفته بالخط المسند ومن ثم كان بمقدوره، افتراضا أن يقرأ النقوش الموجودة على الآثار القائمة باليمن على عصره، وهو يورد فعلا بعض هذه النقوش في لغة عربية فصيحة مسجوعة. ولنا بشكل مبدئي، أن نأخذ ما يورده على أنه الترجمة العربية الفصيحة للنص المكتوب باللغة أو اللهجة الحميرية أو المعينية الجنوبية، ولكن اعتمادنا على مصادره يبدأ في الاهتزاز عندما يذكر لنا عن أحد القصور، وهو قصر شحرار, "وفي بعض مساندها هذان البيتان بحرف المسند:

شحرار قصر العلا المنيف ... أسه تبع ينوف

يسكنه القيل ذي معاهر ... تخر قدامه الأنوف٤٠


٣٩ وهب بن منبه: كتاب التيجان في ملوك حمير، حيدرآباد الدكن, ١٣٤٧هـ، ص٢.
٤٠ الهمداني، كتاب الإكليل، ج٨، ط برنستن ١٩٤٠. النقش الذي يورده في لغة عربية مسجوعة ص٤٢. النقش الذي يورده شعرًا في ص ٥٣.

<<  <   >  >>