للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحن نجد، إلى جانب هذا التعميم، مثالًا محددًا لما كان يحدث في تمنع في بداية الطريق، حيث كان ملك قتبان يجبي ضريبة على كل الطيوب المارة بمنطقته, كما كانت حصص من الطيوب تعطى لرجال الدين ولأمناء الملك وحرس حاشيته وخدمه ولحراس البوابات مما كان يرتفع كثيرا بثمن هذه الطيوب قبل أن تصل إلى نهاية طريقها على شواطئ المتوسط٣٥. أما الطريق بين أيلة وتدمر، وهي الطريق التي شقت في عهد الإمبراطور تراجان فقد لقيت عناية مستمرة من جانب الولاة الرومان الذين أقاموا عليها مراكز شرطة للحراسة عند محاطِّ القوافل التجارية التي كانت تمر بها، أقاموا عددا آخر من هذه المراكز على امتداد هذه الطريق في الطريق الرئيسة جنوبا حتى الحدود التي كانت تفصل بين سورية والحجاز، أي: إلى منطقة ديدان -العلا حاليا- وإجرا "الحجر في القرآن الكريم والوجه حاليا"٣٦.

أما عن الطرق التي كانت تخترق شبه الجزيرة عرضًا فقد عرفت المنطقة أربعًا منها على الأقل في العصور السابقة للإسلام. وأولى هذه الطرق جنوبا يشير إليها إراتوسثنيس "أراتسطين" الجغرافي حين يذكر أن طريقا كانت تمتد من المناطق المنتجة للمر في الغرب، متخذة اتجاها شرقيا بطول الساحل المتعرج لشبه الجزيرة حتى تصل إلى المنطقة المنتجة للقرفة بعد ٥٠٠٠ ستاديون -حوالي ٦٠٠ ميل- ولكن يبدو أن هذه الطريق لم تكن توصل إلى ميناء على شاطئ المحيط الهندي أو الخليج الفارسي -الخليج العربي الآن- إذ يذكر لنا هذا الكاتب أن أحدا لم يكن قد وصل بعد في عصره "٢٧٥-١٩٤ق. م." إلى أبعد من منطقة القرفة التي يتحدث عنها، كما يزيد على ذلك أنه لا توجد مدن كثيرة على الشاطئ بينما يوجد في الداخل عدد من المدن الجميلة وهي


٣٥ الكاتب ذاته: الموضع ذاته.
٣٦ DUSSAUD: المرجع ذاته ص٥٥.

<<  <   >  >>