على الطريق التي نحن بصدد الحديث عنها. وقد سبق أن رأينا من بين ما عثر عليه من آثار هذا الموقع سوقًا تجارية كاملة تضم مخازن تجارية وطرقًا ونزلًا لمبيت التجار، كذلك تدل بعض هذه الآثار، ومنها مقابض أبواب من البرونز على شكل رأس أسد، على قدر من الثراء والترف يصلح مؤشرا إلى مدى النشاط الاقتصادي على هذه الطريق التجارية التي كانت تحمل طيوب العربية الجنوبية إلى وادي الرافدين. هذا وحين كانت أحمال الطيوب تصل إلى جرهاء كانت تنقل بعد ذلك إلى وادي الرافدين إما برا، وإما في قوارب تبحر في الخليج حتى تصل إلى نهر الفرات ومن هناك تستأنف رحلتها البرية إلى حيثما توجد أسواق المنطقة٣٩.
الطريق البرية الثالثة التي تخترق شبه الجزيرة عرضا تبدأ من مكة وتنتهي إلى وادي الرافدين. ودليلنا التاريخي على ذلك هو إبرام القرشيين لاتفاق مع الإمبراطور الفارسي كما أشرت في مناسبة سابقة، وهو اتفاق كان هدفه تأمين تجارة القرشيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الفرس، ومن ثم يشير إلى وجود مثل هذه الطريق. وفي الواقع فإن هناك آثارًا لا تزال باقية حتى
٣٩ عن الطريق من سبأ إلى وادي الرافدين MESOPOTAMIA وربط جرهاء كنقطة الانطلاق الرئيسة إلى وادي الرافدين، أرتميدوروس، منقول في ١٩: strabo: XVI, ٤: ١٩, كذلك سترابون XVI, ٣: ٣ عن ثروة الجرهائيين وبذخهم، أرتميدوروس: الموضع ذاته المنقول في سترابون. تحديد موقع جرهاء قرب ميناء العقير وصلت إليه البعثة الدانماركية التي قامت بحفائر في منطقة الأحساء والقطيف في عام ١٩٦٨. عن هذا وعن الآثار التي تدل على قدم المدينة راجع الباب الرابع الخاص بالآثار والنقوش في هذه الدراسة، راجع كذلك: مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية "إدارة الآثار والمتاحف، وزارة المعارف، المملكة العربية السعودية، ١٩٧٥" صفحات ٣٧-٣٨، واللوحات الموجودة في صفحات ٤٣-٤٥، ٥٢. راجع كذلك ملحق اللوحات في هذه الدراسة، لوحات ٧أ، ١٤أ. عن السوق التجارية في مدينة الفاو راجع الفصل الرابع في هذه الدراسة، كذلك مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية ص ١٨ واللوحات على صفحتي ٢٠ و٢١, كذلك ملحق اللوحات في هذه الدراسة.