للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على خريطة الجغرافي اليوناني بطلميوس كلاوديوس "كتب بين ١٢١، ١٥١م, وهو الذي عرفه الكتاب المسلمون فيما بعد باسم القلوذي أو الجغرافي"، وهي تظهر في خريطته تحت اسم مكارابو makarabu. ونحن إذا تأملنا الاسم نجد أن طريقة نطقه ونهايته لها مسحة أكدية واضحة٤١ "واللغة الأكدية تطلق على اللهجتين الساميتين: البابلية والآشورية. وهذا يشير إلى حقيقة ظاهرة هي الاتصال القوي بين مكة وبين وادي الرافدين عن طريق القوافل التجارية بحيث أصبح الشكل الأكدي لاسم مكة هو الشكل السائد الذي تعرف به عند الشعوب الأخرى والكتاب الذين ينتمون إلى هذه الشعوب مثل بطلميوس الجغرافي، وهو يوناني من مصر. كذلك نستطيع أن نستنتج من ورود اسم مكة في خريطة هذا الجغرافي مع عدم ورودها في الكتابات الجغرافية أو الموسوعية أو النصوص السابقة أن أهميتها قبل عهد بطلميوس الجغرافي كانت محلية ومحدودة، وأنها لم تبدأ تظهر على أي مستوى له قيمته في مجال التجارة الدولية إلا في الوقت الذي كتب فيه هذا الجغرافي أو قبل ذلك بقليل، ربما في أواخر القرن الأول الميلادي "الذي كتب بلينيوس في وسطه ولم يذكرها، على كثرة ما ذكر من أماكن ومناطق في وصفه لشبه الجزيرة العربية وعلى حرصه على ذلك".

أما الطريق العرضية الرابعة، فكانت تتفرع من الطريق الطولية الجنوبية الشمالية بعد مسافة شمالي يثرب "iatribu في النصوص الأكَّدية والمدينة المنورة منذ هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها" في اتجاه شمالي شرقي مارة بعدد من الأماكن أهمها تيماء "tema


٤١ راجع خريطة بطلميوس الجغرافي، رقم ٤ في ملحق الخرائط بهذه الدراسة. عن المسحة الأكدية لاسم مكة كما ورد عند بطلميوس قارن على سبيل المثال أسماء المدن ياتريبو "يثرب"، ياداكو "فدك" دادانو "ددان"، وقد وردت في:
c.g. gadd: the harran inscription of nabonidus "anatolianstudies" الجزء الثامن، ١٩٥٨، صفحات ٣٥ وما بعدها.

<<  <   >  >>