الحديد وإلى خبرة بصهر المعادن وصناعة الحلي والأدوات منها. والشاهد الثاني نجده فيما تركه لنا الكتاب الكلاسيكيون من وصف لموارد شبه الجزيرة حيث يشير أرتميدوروس "أوائل القرن الثاني ق. م" إلى وجود الذهب في المنطقة القريبة من الساحل الغربي لشبه الجزيرة شمالي سبأ "الحجاز أو نجران" سواء في صورة تراب الذهب أو في صورة معدن على هيئة قطع يصلون إليها عن طريق التعدين، كما يشير إلى أن سكان المنطقة يبادلون به الفضة والنحاس من الأماكن المجاورة لهم، ولنا أن نرجح أن الإشارة هنا هي إلى أن المناطق الموجودة في اليمن. كذلك يشير الكاتب الروماني بلينيوس "أواسط القرن الأول الميلادي" إلى وجود الذهب في بعض الأماكن على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة٦٥.
٦٥ إشارات الكتاب الكلاسيكيين إلى وجود الذهب والفضة والنحاس في strabo: XVI, ٤: ١٨, plinius: HN, VI١٥٠. الإشارة إلى وجود الحديد وفوائده في القرآن الكريم؛ سورة الحديد: ٢٥ وإلى صهر المعادن وصناعة الحلي وغيرها في سورة الرعد: ١٧. كذلك هناك آية قرآنية في الشعراء قد تشير إلى الصناعة في سورة الشعراء: ١٢٩, حيث يلوم هود -عليه السلام- قومه عاد: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} ، ولكن تبقى لفظة مصانع، هنا حائرة بين المصنع بمعنى القرية والمصنع بمعنى مكان الصناعة. كذلك تجد في التوراة: سفر أخبار الأيام الثاني، إصحاح ٩: ١٠، أن عبيد سليمان قد أحضروا له ذهبًا من أوفير. وقد كثر النقاش حول أوفير، ومن بين الآراء التي ظهرت في هذا الصدد أن أوفير يجب أن تكون موجودة في الهند؛ لأن الموضع المشار إليه في التوراة يجعل من بين السلع المستوردة إلى جانب الذهب، خشب الصندل وهو غير موجود في شبه الجزيرة العربية، راجع: a.hourani: arab seafaring، ص٩. ولكن الرأي يمكن أن يكون مردودا عليه إذ إن هذه السفن التي أرسلها سليمان قد تكون وصلت إلى الهند حيث جلبت شجر الصندل, ولكنها وهي في طريقها جلبت ذهبا من إحدى موانئ الساحل الشرقي لشبه الجزيرة حيث يذكر الكاتب الروماني بلينيوس أن الذهب كان موجودا بها "راجع بداية هذه الحاشية". ولكن الرأي الغالب هو أن أوفير، موجودة فعلًا على الشاطئ الشرقي لشبه جزيرة العرب وذلك اعتمادًا على ما جاء في التوراة من أن =