للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذلك من بين هذه الشواهد الألفاظ العديدة التي استعملها كتاب العصر الإسلامي كأسماء للذهب في حالاته المختلفة مثل "التبر" وهو الذهب الذي لم يعالج بعد، و"العسجد" وهو اسم يبدو أنه كان عامًّا يطلق على الذهب والجواهر كالدرر والياقوت، و"السحالة" وهي تراب الذهب و"الإبريز" و"العقيان" وهو الذهب الخالص. وهذا التعدد في الأسماء نجده كذلك فيما يخص بعض المعادن الأخرى مثل الفضة التي كانت تعرف كذلك باسم "اللجين" كما كانت تعرف باسم "الصريف" في حالتها الخالصة و"الرضراض" في حالتها المتفوقة كما كانت تعرف سبيكتها أو القطعة المجلوَّة منها باسم "الوذيلة". ومثل الرصاص الذي عرف سكان اليمن نوعين منه، الأبيض وكانوا يسمونه "الأسرب" أو "الأبار" والأسود وكانوا يسمونه "الصرفان" أو "القلعي" وهكذا. وإلى جانب ذلك فنحن نجد لدى كتاب العصر الإسلامي كذلك ذكرًا لأماكن عديدة كانت توجد بها المناجم "أو المعادن حسبما كانوا يسمونها، جمع معدن وهو المنجم أو مكان التعدين"، التي كانوا يستخرجون منها المعادن التي أشاروا إليها في كتاباتهم٦٦. وطبيعي أن تعدد الأسماء التي كانت تطلق على كل


= أوفير، هو أحد أبناء يقطان "أي قحطان - والتوراة تمزج بين أسماء الأشخاص والأماكن"، وقد ذكر أن موطن اليقطانيين هو ما بين أسماء وأنت آتٍ نحو سفار جبل المشرق، "سفر التكوين، إصحاح ١٠: ٢٦ وما بعدها" وحيث إن ميشا هي في أغلب الظن ميسان عند الطرف الشمالي للخليج وأن سفار هي ظفار، فتكون الإشارة إلى شرقي شبه الجزيرة. هذا ويدعم جواد علي "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج١، صفحات ٦٣٩-٦٤٠" هذا الترجيح بما ذكره الهمداني "صفة جزيرة العرب" عن معدن "منجم" من معادن اليمامة اسمه "حفير" ويجد في هذا الاسم اقترابا من أوفير. ورغم أن اليمامة بعيدة عن الساحل إلا أن الكاتب يرى أن ذهب "الحفير" كان ينقل إلى الساحل لبيعه في إحدى الموانئ، وأن ملاحي سليمان اشتروه من هناك، ولما كان معروفا بذهب حفير فقد ذكرت التوراة أن الذهب من أوفير التي يرى الكاتب أنها هي حفير.
٦٦ عن بعض أسماء المعادن راجع تاج العروس، مواد: ذهب، عسجد، عقي، سحل -عن الذهب, ومواد: صرف، لجن، وذل -عن الفضة, ومواد: رص، صرف، قلع -عن الرصاص. راجع عن تصنيف وافٍ لهذه المعادن ولمعادن أخرى، جواد علي: ذاته، ج٧، صفحات ٥١٢ وما بعدها.

<<  <   >  >>