للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسماءها وهم قبائل من البدو. ويستنتج أحد الباحثين المعاصرين أن أسماء هذه القبائل ترجح أن الملك سلك في عودته إلى آشور "العاصمة" طريقًا في البادية محاذية لنهر الفرات ليلقي الروع في نفوس القبائل التي أيدت الثائر مردوخ بلادان وينتزع منهم الولاء للآشوريين١٤.

وإذا كانت هذه المرحلة قد تميزت بهذا التدخل الإيجابي من جانب القبائل العربية الملاصقة لوادي الرافدين عن طريق مساندة الزعماء الثائرين ضد الملك الآشوري سنحاريب في داخل البلاد, فإن المرحلة التالية التي بدأت في عهد الملك الآشوري آشور بانيبال "٦٦٨-٦٣٣ ق. م." أخذت فيها العلاقات العربية مع الدولة الآشورية بعدا جديدا. ففي أثناء الثورة التي قام بها "شمش شوم أوكن" حاكم بابل ضد أخيه الملك آشور بانيبال، نجد تجمعا قبليا عربيا يشترك مع الأخ الثائر ضد أخيه الملك, ولكن العرب الذين قاموا بدعم الثورة ضد الملك ليسوا من قبائل البادية الملاصقة لنهر الفرت كما حدث في عهد الملك سنحاريب, وإنما يزحف التجمع العربي القبلي هذه المرة من منطقة بعيدة في النصف الغربي من شمالي شبه الجزيرة العربية، وهي منطقة دومة الجندل وتيماء، تحت قيادة الملك العربي ياتع الذي يبدو أنه لم يكتفِ بدعم الثورة بقواته، وإنما لعب دورًا أساسيًّا في تكوين حلف ضم قوات زعماء أو ملوك عرب آخرين "من بينهم ملك اسمه أبو ياتع" لهذا الغرض، كما "حرض كل سكان البلاد العربية للالتحاق به"١٥.

كذلك نجد أحد الملوك المشتركين في هذا الحلف "وهو أبو ياتع الذي أسلفت الإشارة إليه" يواصل تحديه للملك الآشوري ويزيد على ذلك فيسعى في أكثر


١٤ النص في مجموعة arab، ج٢، نص رقم ٢٣٤. الاستنتاج يقدمه رضا جواد الهاشمي: ذاته، ص٦٤٧.
١٥ النص في anet, صفحات ٢٩٧-٢٩٨.

<<  <   >  >>