العلاقات الدولية بين الغرب والشرق هي الفتوحات العسكرية التي قام بها الإسكندر الكبير ملك مقدونيا. لقد نقلت هذه الفتوحات علاقات الغرب بالشرق من مجرد مواجهات عسكرية محدودة أو علاقات سياسية في صورة أو في أخرى، بين الغرب والشرق لم تؤثر كثيرًا على الوضع القائم في علاقات هذين الجانبين، إلى مواجهة حاسمة سيطرت قوات الإسكندر على أثرها على الإمبراطورية الفارسية وبعض الأراضي المجاورة لها، أي: على أقسام كبيرة من منطقتي الشرق الأدنى والأوسط أحدقت بحدود شبه الجزيرة العربية ودفعت بالإسكندر إلى التفكير في غزو هذه المنطقة والاستعداد الفعلي لتنفيذ ذلك حتى تكتمل له حلقة الاتصال البحري الذي كان يرى فيه تدعيمًا لدائرة سيطرة عالمية شملت مناطق من الشرق والغرب.
ورغم أن الحملة المزمعة لم تخرج إلى حيز التنفيذ بسبب الموت المفاجئ للإسكندر في ٣٢٣ ق. م. إلا أن الاستعدادات التي اتخذها بهدف القيام بهذه الحملة تمت عن آخرها. وفي هذا الصدد نجد الإسكندر يرسل عددًا من أعوانه، من بينهم قائده البحري أناكسكراتيس anaxikrates؛ ليجمعوا له كل المعلومات الممكنة عن الساحل الغربي وجزء من الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة، كما يرسل ثلاثة قواد بحريين آخرين، الواحد تِلْوَ الآخر؛ لاستكشاف الساحل للجزيرة وصل أحدهم وهو هييرون hieron إلى نقطة يعتقد أنها عند منطقة رأس الخيمة الحالية٢٧.
وقد كان اهتمام الإسكندر بشبه الجزيرة العربية بداية لعلاقة نشطة بين اثنين من الدول المتأغرقة التي قامت على أنقاض إمبراطورية الإسكندر، هما دولة السلوقيين في سورية ودولة البطالمة في مصر من جانب، وبين شبه الجزيرة
٢٧ ARRIANOS: ANABASIS, vii, ٢٠:٨-١٠. عن محاولة تحديد المكان الذي وصل إليه مساعدو الإسكندر راجع M. cary & e. h. warmington: ancient explorers الفصل الرابع.