للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى بلاد اليونان، ومثل الآلهة إيزيس المصرية التي انتشرت عبادتها في العالم اليوناني الروماني وكان لها معبد في روما، دون أن يستلزم هذا هجرات مصرية تنقل عبادة الإلهين إلى هذه البلاد٢٥, وما يقال عن هاتين العبادتين يصدق على غيرهما، فالعقيدة المسيحية انتشرت على امتداد الإمبراطورية الرومانية دون أن يستدعي هذا هجرة بشرية من فلسطين، بل لقد انتشرت هذه العقيدة رغم محاربة الأباطرة الرومان لها ورغم اضطهادهم لكل من كان يعتنقها وهو اضطهاد وصل إلى درجة المذابح الجماعية المنظمة كما حدث في روما على عهد الإمبراطور نيرون "٥٤م - ٦٨م" وكما حدث في الأسكندرية على عهد الإمبراطور دقلديانوس "٢٨٤م- ٣٠٥م"٢٦. أما اشتقاق الخط العربي الشمالي أو الخط الفينيقي من الخط المسند فهو أمر لا يزال غير ثابت حتى الآن، وحتى على افتراض احتماله فإن انتقاله من جنوبي الجزيرة إلى شماليها لا يستلزم بدوره أية هجرات بالضرورة، بل إن انتقاله عبر المعاملات التجارية هو أمر طبيعي ووارد.

أما القسم الثالث من أقسام شبه الجزيرة الذي اتجهت إليه أنظار بعض الباحثين ليروا فيه الموطن للهجرات السامية فهو منطقة البحرين في شرقي الجزيرة. وقد أقام هؤلاء رأيهم على بعض الدراسات التي قد تثبت أن الفينيقيين "وهم فرع من الكنعانيين، أحد الشعوب السامية" قد هاجروا إلى المدن الفينيقية من هذه المنطقة. ونحن نستطيع أن نزيد على هذه الدراسات، تأييدا


٢٥ عن وجود عبارة الإله المصري آمون في بلاد اليونان راجع، أفلاطون في محاورات: nomoi, ٧٣٨ c, alkibiades, II, ١٤٨ e-١٤٩ B. عن وجود عبادة الآلهة المصرية إيزيس عند الرومان راجع: M.cary المصدر ذاته، صفحات ٤٦٨، ٥٣٥, ٥٨٨ - ٩، ٦٩٧ - ٨.
٢٦ اضطهادات المسيحيين في روما على عهد نيرون, CaRy: ذاته, ص ٥٣١, على عهد دقلديانوس, المؤلف ذاته: المرجع ذاته ٧٦٨ - ٨.

<<  <   >  >>