للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن بينهاكذلك تمثال يشبه التماثيل السومرية في جزيرة تاروت الواقعة على الخليج العربي مما يلي واحة القطيف٢٨. وفي مجال التأثير والتأثر الحضاري بين هذه المنطقة وبين وادي الرافدين, يصبح احتمال التأثير من منطقة البحرين على وادي الرافدين احتمالا واردا تماما مثل الاحتمال المعاكس طالما أن الدليل القاطع على اتجاه التأثير لم يكتشف حتى الآن, وإذا صح هذا الاحتمال الأول فقد يشير إلى هجرة من البحرين إلى المنطقة الجنوبية من وادي الرافدين وبخاصة إذا تذكرنا ما سبقت الإشارة إليه من أن قائمة الملوك السومريين ضمت بين أسماء ملوكها في دويلات المدن السومرية الجنوبية بعض أسماء سامية. وعلى أي حال فإن هذا، كما ذكرت، يظل احتمالا نضمه إلى ترجيح انطلاق هجرة من هذه المنطقة إلى الشاطئ السوري الفينيقي، ولكن كلاهما لا يرقى إلى مرتبة التأكيد، كما أنه حتى في حالة ثبوت كل من الترجيح والاحتمال, فإن هذا لن يدل إلا على هجرتين "بصرف النظر عن حجمهما" لا يستقيم الاعتماد عليهما وحدهما لافتراض منطقة البحرين وطنا أصليا لكل الشعوب السامية.

وأخيرا، ففي مجال افتراض شبه الجزيرة العربية كموطن أول لهجرات سامية استقرت في كافة المناطق التي يتكلم سكانها اللغات السامية الآن، نجد رأيا يقتصر على الحافة الشمالية لشبه الجزيرة العربية كمنطلق لهذه الهجرات٢٩, والرأي في حد ذاته منطقي من حيث إنه لا يصطدم بصعوبات جغرافية في وصول هذه الهجرات إلى منطقة وادي الرافدين أو المنطقة السورية على سبيل


٢٨ راجع ملحق اللوحات عن المخلفات الفخارية العبيدية في القسم الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية. عن عصر العبيد في وادي الرافدين راجع: G, ROUX: المرجع ذاته: صفحات ٦٧ - ٧١.
٢٩ G, Roux: المرجع ذاته، صفحات ١٣٨ - ١٣٩. ويرى هذا الباحث أن الساميين كانوا في هذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ، ولكنهم كانوا يظهرون على المسرح التاريخي في سجلات الدول المستقرة عندما يرتبط اسمهم بحدث ظاهر، قد يكون تحركا عسكريا أو تفوقا سياسيا أو غير ذلك.

<<  <   >  >>