السابع ونشأ بها، وتركها إلى الشام؛ حيث خدم هناك في دواوين الإنشاء، ثم رجع في آخر حياته إلى مصر حوالي عام ٧٦٠ للهجرة واستمر بها حتى توفي عام ٧٦٨. ويظهر من شعره أن حظه كان كئيبًا، ولذلك أكثر من ألمه وشكواه من شقائه وبؤسه، وجعله هذا اللون في حياته لا يعبر عن فكاهة أو دعابة إلا ما كان من تصنعه للتورية. على أنها عنده تصبح ثقيلة بالرغم من إكثاره منها؛ لأن مزاجه لم يكن يساعد عليها، ولذلك قلما نقع له على تورية خفيفة، وربما كان أجمل ما جاء عنده من تورية قوله لمن طلق زوجًا له تسمى دنيًا:
ظلمت دنياك وطلَّقْتها ... فرُحْتُ لا دنيا ولا آخرة
وقوله:
ومولعٍ بفخاخٍ ... يمدُّها وشباكِ
قالتْ ليَ العين ماذا ... يصيد قلتُ كَراكي
وقوله، وفيه اكتفاء واضح:
فأقطفُ من أوراقه الأدبَ الذي ... وأسمعُ من ألفاظِهِ اللغة التي
وكان يكثر من هذا الاكتفاء في شعره، كما كان يكثر من الاقتباس من القرآن الكريم كقوله:
سألت قلبي عن ذوي العشقِ وعنْ ... ما أوتيتهُ من فنونِ الحسنِ مَي
فقال لي:"إني وجدت امرأة ... تملكُهُم وأوتيتْ من كلِّ شيء"
أما الشعر فقد كان يكثر من تضمين أبياته القديمة والعباسية في أشعاره، وهناك قصيدة في ديوانه ضمنها شطور معلقة امرئ القيس، وقد بدأها على هذا النحو:
فَطَمْتُ ولائي ثم أقبلتُ عاتبًا ... "أفاطمُ مهلًا بعض هذا التَّدَلُّلِ"
واستمر على هذا النمط. وتعلق في شعره بالتضمين للمتنبي كثيرًا، فتارة نراه ينقل شطورًا من أبياته، وتارة ينقل أبياتًا برمتها، وتارة ثالثة يتصنع لقصيدة