للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: التعقيد في الصنعة]

[البحتري: نشأته وحياته وصنعته]

...

الفصل الرابع: التعقيدُ في الصَّنعةِ

وبديع كأنه الزهر الضا ... حك في رونق الربيع الجديد

ومعانٍ لو فصَّلتها القوافي ... هجنت شعر جرول ولبيد

حزن مستعمل الكلام اختيارًا ... وتجنين ظلمةَ التعقيدِ

وركين اللفظِ القريبِ فأدركن ... به غاية المرام البعيد

البحتري

١- البحتري نشأته وحياته وصنعته:

هو أبو عبادة الوليد بن عبيد، غلب عليه اسم البحتري نسبة إلى عشيرته الطائية بُحْتُر، وقد وُلد بمنبج قريبًا من حلب سنة ٢٠٤ للهجرة، وقيل بل بقرية تجاورها. ولا نعرف شيئًا واضحًا عن نشأته الأولى، وفي أخباره ما يدل على أن ملكته الأدبية تفتحت في سن مبكرة، وحدث أن التقى بأبي تمام في حمص، فأعجب كل منهما بصاحبه، ويقال إن أبا تمام سنَّ له -بوصية- كيف ينظم الشعر وكيف يحسنه١، كما يقال إنه كتب إلى أشراف -معرة النعمان- يوصيهم به فأغدقوا عليه من أموالهم٢.

وليس بين أيدينا شعر يصور هذه المرحلة من حياته، فأقدم أشعاره يتصل بالفترة التالية، وهي فترة نجده فيها يمدح أبا سعيد الثغري وغيره من الشخصيات الطائية الممتازة مثل بني حميد. وقدم إلى بغداد لعهد الخليفة الواثق، فامتدح وزيره ابن الزيات، وأخذ يتصل منذ هذا التاريخ بكبار رجال الدولة العباسية.


١ زهر الآداب للحصري ١/ ٢٠٨. وانظر الأغاني "طبعة الساسي" ١٨/ ١٦٨.
٢ أغاني ١٨/ ١٦٩.

<<  <   >  >>