للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند حفصة بنت عمر١ وحفصة هي إحدى زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكانت تحفظ القرآن وكانت قارئة كاتبة وكان أبوها عمر أوصى إليها.

ويقول ابن حجر في شرح صحيح البخاري: "إن أبا خزيمة لم ينفرد بها، بل كان معه عمر، وزيد بن ثابت، وعثمان، وأبي بن كعب، وواضح من كلام زيد بن ثابت نفسه أنه كان يعرف هاتين الآيتين.

ومع أن الصحابة كانوا قد شاهدوا تلاوة القرآن الكريم من النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا وعشرين سنة، ومع أن القرآن كان مكتوبًا فعلًا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه كان مفرقًا، فإن الجمع في عهد أبي بكر الصديق "كان بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها القرآن منتشر، فجمعها جامع. وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء" وإن هذا الجمع قد اتبع فيه المنهج الدقيق الذي أعان على وقاية القرآن الكريم من كل ما يكون مظنة النسيان والضياع.

ويمكن أن نلخص منهجهم في جمع القرآن الكريم بالنقاط التالية:

١- كان كل من تلقى من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا من القرآن يأتي به.

٢- كانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب.

٣- كان لا يكتب إلا:

أ- من عين ما كتب بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا من مجرد الحفظ، مع المبالغة في الاستظهار والوقوف عند هذا.

ب- وما ثبت أنه عرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- عام وفاته، دون ما كان مأذونًا فيه قبلها.

٤- وكانت كتابة الآيات والسور على الترتيب والضبط اللذين تلقاهما المسلمون من رسول الله, صلى الله عليه وسلم.

٥- وكان لا يقبل من أحد شيئًا حتى يشهد شاهدان، أي أنه لم يكن يكتفي بمجرد وجدان الشيء مكتوبًا حتى يشهد به من تلقاه سماعًا.


البرهان للزركشي: ١/ ٢٣٣، وما بعدها، الإتقان للسيوطي: ١/ ٥٧.

<<  <   >  >>