ويصف كاهن مدينة لوبوي ريموند داجيل سلوك الصليبيين حينما دخلوا على القدس فيقول: حدث ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسوار القدس وبروجها، فقطعت رءوس بعضهم فكان هذا أقل ما أصابهم، وبقرت بطون بعضهم فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار، وحرق بعضهم في النار فكان ذلك بعد عذاب طويل، وكان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رءوس العرب وأيديهم وأرجلهم، فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم، ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوه. "حضارة العرب د. غوستاف لوبون ترجمة عادل زعيتر، ط/ الثانية عام ١٩٤٨ ص٤٠٢". وروى الكاهن نفسه خبر ذبح عشرة آلاف مسلم في مسجد عمر -رضي الله تعالى عنه- فقال: "لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان فكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك، وكانت الأيدي والأذرع المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها فإذا ما اتصلت ذراع بجسم لم يعرف أصلها، وكان الجنود الذين أحدثوا تلك الملحمة لا يطيقون رائحة البخار المنبعثة من ذلك إلا بمشقة". ١ حاضر العالم الإسلامي تأليف لوثروب ستودارد ترجمة نويهض. ج١ ص٦٠.