لندن وباريس وليدن وبرلين، وبطرسبرج وغيرها، واشتملت على أقسام خاصة لدراسة اللغة العربية وبعض اللغات الإسلامية كالفارسية والتركية والأردية وكانت تهدف من وراء ذلك تزويد السلطات الاستعمارية بخبراء في الشئون الإسلامية، ثم أخذ الطلاب المسلمون يؤمون هذه الكليات الأوربية للدراسة فيها، وبذلك تأثر الفكر الإسلامي بما يمليه المستشرق في أذهان الطلبة المبعوثين من أبناء المسلمين١، وكانت المؤسسات الدينية والسياسية والاقتصادية في الغرب تقدم الأموال الطائلة للمستشرقين من أجل القيام بمهمتهم.
وقد أنشئت عدة مؤسسات في البلاد الإسلامية لخدمة الاستشراق وللتآزر مع الاستعمار والتبشير الكاثوليكي والبروتستانتي.. والواقع أننا لا نستطيع أن نفصل بين أهداف الاستشراق والتبشير والاستعمار إلا من حيث الأهداف القريبة أو الهيئة الظاهرية، أما الغرض البعيد لها جميعًا فواحد.. غير متعدد.. ومن أبرز هذه المؤسسات التعليمية: الفرانسيسكان والجامعة الأمريكية، وقد انتشرت في كل الأقطار الإسلامية.