للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجزاء"١.

وهناك من يرد سبب تحريف التوراة إلى أنها جمعت خلال فترات طويلة تمتد إلى ثمانية قرون.

وقد أصبح معروفًا لدى كافة العقلاء وهو ما نجزم به نحن المسلمين ذلك لما ملئت به التوراة من تناقضات وتُرَّهات وخرافات لا تليق بالوحي الكريم ولا برسالة السماء ورسل الله٢.

وقد صورت التوراة الله -سبحانه عما يقولون- إلهًا خاصًّا ببني إسرائيل لا يحب سواهم. فالله في التوراة -إله خاص- لا يحب إلا بني إسرائيل، وأما سائر الناس فأغنام وأقل من أن يأبه بهم الرب.

والأنبياء في التوراة يفعلون الفاحشة التي يتنزه عنها الإنسان العاقل سليم الفطرة، فضلًا عن صالح المؤمنين فضلًا عن النبي المعصوم.

{وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} ٣.

وتدعي التوراة المحرفة أن السحر قادر على تغيير صورة الإنسان إلى حمار مثلًا أو العكس.

فهل يمكن أن يكون هذا كتابًا إلهيًّا مقدسًا جاء لتعريف البشرية بالله ولهدايتهم إلى الطريق المستقيم؟

هل يمكن أن يكون كتابًا مقدسًا من يقول: "يستحق القتل كل "الجوييم" -غير اليهودي- حتى ذوو الفضل منهم" ويقول: "من قتل غير يهودي فقد قدم قربانًا للرب".

ولنأخذ بعض النماذج لنصوص التوراة، نناقشها مناقشة علمية منطقية، لعله يستبان على ضوئها مدى بشاعة التصحيف والتحريف التي وصلت إلى التوراة فغيرتها عن موضوعها وهدفها تغييرًا كاملًا.


١ أضواء على الصهيونية: ص٣١.
٢ الفصل لابن حزم: ١/ ٢٢٤.
٣ المجادلة: ٢.

<<  <   >  >>