للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موقفًا غير نزيه وغير علمي، وقد قدم تحليلات لفترات انتقالية من التاريخ في بيئة من البيئات، ولكنه عجز عن تفسير التاريخ كله في كل البيئات.. وفي السنوات الأخيرة تراجع الماركسيون عن موقفهم بإعطاء العامل الاقتصادي الأهمية القصوى، وأقروا بألسنتهم أن الاقتصاد ليس العامل الوحيد في التغيرات الاجتماعية، وهكذا جاء الاعتراف من جانبهم ليؤكد فساد نظريتهم.

وتبع فساد هذا الرأي فساد آخر في تناول "الحتمية التاريخية" التي تنبأ بها "كارل ماركس" والتي تجعل الأحداث الاجتماعية منحصرة في دائرة الصراع العنيف بين طبقات المجتمع، وهذا الصراع لا بد أن يئول إلى الاشتراكية بصورة حتمية، وقد أثبت الواقع خطأ هذا القول وفساده بل أثبت عكسه، فإن انتشار الشيوعية في روسيا والصين كان بصورة ضيقة جدًّا ومحدودة جدًّا وكان بشكل إلزامي، استبيح فيه دم الإنسان، وأهدرت كرامته.

ومن حسن حظ البشرية أن تتنبه للأخطاء الجسيمة التي تكمن في هذه النظرية الإلحادية، ولذلك فقد رفضتها معظم دول العالم وكشفت النقاب عن فسادها.

وتكاد الآراء تجمع على أن ماركس اعتمد في أسس نظريته على متغيرات اقتصادية تكشف خطؤها فيما بعد، وأن النظرية لم تكن وليدة بحث علمي وإنما جاء البحث تبريرًا ودفاعًا عن النظرية.

<<  <   >  >>