للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعضهم بعضًا ولا يجدون أصلًا جامعًا يتحاكمون إليه إذا رجعوا إلى الحق وتركوا الهوى"١.

وعلى هذا، فكلما قوي تمسك المسلمين بعقيدتهم، وازداد شعورهم بالولاء لأمتهم، واشتد اعتزازهم بلغتهم التي هي جزء من عقيدتهم، ورفعوا راية التوحيد عاليًا، ودعوا بدعوة القرآن والسنة، وازداد ترابطهم الاجتماعي وقويت صلتهم بماضيهم المجيد وتاريخهم الكريم وتراثهم الجميل، كلما هابهم العدو وحسب لهم ألف حساب وتبددت مطامعه فيهم، وخنست رغبته في تشتيت شملهم، أو امتلاك أراضيهم أو استغلال خيراتهم، أو التغلب عليهم، وراح يطلب ودهم ولينهم، مظهرًا صداقته لهم واحترامه لوحدتهم وقوتهم.

وعلى العكس من ذلك كلما ضعف أثر العقيدة الإسلامية في النفوس وقل حماسهم للدعوة الإسلامية، وتخلوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وركنوا إلى الحياة الدنيا وزينتها.. قلت الحصانة التي تكونت لدى المسلمين ضد هذه الانحرافات.. ووقعت بينهم فتنة تشتت الشمل بدعوى القومية أو العلمانية.. أو الشرقية أو الغربية.. وبذلك يساعدون العدو على استلاب ممتلكاتهم، واستغلال خيراتهم.


١ الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: ٢/ ٦٠ وما بعدها.

<<  <   >  >>