للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجبن وقبول واقع مرير وحياة وضيعة، والفضيلة كل الفضيلة تتجلى في رد الاعتداء ومنع الخضوع للأقوياء المشركين، ولو ترك الأشرار وشأنهم يعيثون فسادًا من غير رادع يردعهم ولا مانع يمنع طغيانهم وبغيهم لعَمَّ الفساد في البر والبحر قال الله تبارك وتعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} ١.

ولعل الحكمة من مشروعية الجهاد في الإسلام قد استبانت ويمكن إرجاعها إلى العوامل التالية:

١- الدفاع عن النفس.

٢- رد العدوان.

٣- تأمين حرية العقيدة وإقامة الشعائر الدينية.

قال الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود في كتابه "الجهاد المشروع في الإسلام": "لقد عشنا زمنًا طويلًا ونحن نعتقد ما يعتقده بعض العلماء وأكثر العوام من أن قتال الكفار سببه الكفر، وأن الكفار يقاتلون حتى يسلموا لكننا بعد أن توسعنا في علم الكتاب والسنة والوقوف على سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحققنا بأن القتال في الإسلام، إنما شرع دفاعًا عن الدين وعن أذى المعتدين على المؤمنين، وليس هذا بالظن ولكنه اليقين ثم استشهد بقول ابن تيمية "الصحيح أن القتال شرع لأجل الحرب لا لأجل الكفر، وهذا هو الذي يدل عليه الكتاب والسنة وهو مقتضى الاعتبار، وذلك أنه لو كان الكفر هو الموجب للقتال لم يجز إقرار كافر بالجزية"٢.


١ سورة البقرة: ٢٥١.
٢ الجهاد المشروع في الإسلام: ص٧ وما بعدها.

<<  <   >  >>