للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- التوكل على الله والثقة بالنفس:

يأتي في مقدمة العوامل التي يترتب عليها نجاح المعركة "التوكل على الله والثقة بالنفس" ولذلك حرص الإسلام الحرص كله على غرس هذا المبدأ في نفوس الجنود.

والإنسان المتوكل على الله تعالى الواثق بنفسه يملك طاقة روحية لا نفاذ لها، يستطيع أن يوجهها إلى نصرة الحق والدفاع عنه، وهي دون شك أمضى من الأسلحة المادية وهي الضمان الأكيد لنيل النصر، ولذلك فإن الإعداد الروحي في الإسلام يسير جنبًا إلى جنب مع الإعداد المادي.

والمسلمون لم يخوضوا معركة ولم يواجهوا أعداء إلا من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، وكم لاقوا في سبيل ذلك من مشقات وكم قامت في طريقهم من عقبات فلم يلينوا ولم تنفذ طاقتهم الروحية ولم يفقدوا الثقة بالنفس.

قال الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} ١.

وقال جل من قائل: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ٢.

وقال عز من قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ٣.

وتحدثنا كتب السيرة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر استقبل القبلة واتجه بكل قواه النفسية والروحية إلى الله العلي الأعلى، وجعل ينشده ما وعده وأخذ يردد:


١ من سورة الأحزاب: ٢٣.
٢ من سورة آل عمران: ١٣٩.
٣ من سورة آل عمران: ٢٠٠.

<<  <   >  >>