للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استغلال الظروف لمعالجة الأمور المعضلة، ولقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثلًا أعلى للجدية والصمود والتخطيط الدقيق في مواجهته الأحداث، ومثلًا أعلى لمعالجة الأمور بالحكمة والذكاء.

اقتناء الأسلحة والتدريب عليها:

لعل من أهم العوامل الحربية التي تؤثر في أساسيات المعركة وفي توجيه دفة القتال اقتناء الأسلحة، ذلك لأن السلاح أكبر قوة مادية في يد الجندي والقائد على السواء وبقدر ما تقتني الدولة من أسلحة بقدر ما تكون مهابة مرهوبة الجانب من العدو والصديق..

والإسلام حريص كل الحرص على اقتناء أجود الأسلحة وأمضاها وأحدثها وأكثرها ملاءمة للعصر ولأسلوب الدفاع والهجوم، قال الله تبارك وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} ١..

وقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي, ألا إن القوة الرمي" ٢

يقول القرطبي قد خص رسول الله -صلى الله عليه وسلم-القوة بالرمي وإن كانت تظهر بإعداد غيره من الأسلحة وآلات الحرب لكون الرمي أشد نكاية في العدو وأسهل مئونة٣

وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الخيل، وقد كانت من أهم وسائل الحرب: "الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" وفي رواية: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" ٤.

وقال: "من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة" ٥.


١ الأنفال: ٦٠.
٢ رواه مسلم من حديث عقبة بن عامر.
٣ فتح الباري: ٦/ ٩١.
٤ البخاري: ٦/ ٥٤.
٥ البخاري: ٦/ ٥٧.

<<  <   >  >>