للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استتب الأمن واستقر الوضع وأمن شر العدو وارتفعت راية الإسلام عالية خفاقة كريمة فليس ثمة داع إلى القتال أو حاجة للحرب، لأن الحكم المترتب على العلم يدور معها وجودًا وعدمًا، فينعدم إذا انعدمت ويزول بزوالها.

قال الله تعالى: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} ١.

وقال سبحانه: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ٢..

وقال جل من قائل: {فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} ٣.

وقد عاهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- يهود خيبر وبني النضير حينما هاجر إلى المدينة المنورة، وقبل أن يعايشهم معايشة سلمية على أن يكفوا أذاهم وعدوانهم عن المسلمين، وألا يظاهروا عدوًّا ضد المسلمين فكانت هذه أول معاهدة عرفتها الإنسانية أثبتت حق تقرير حرية التدين وحرية العقيدة.

وعاهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- مشركي قريش معاهدة الحديبية سنة ست للهجرة بقصد أن يوقف القتال فترة زمنية مؤقتة، وكان من بنودها أن يرجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن معه إلى المدينة في هذا العام ويحضروا إلى مكة في العام الذي يليه لأداء عمرة القضاء..


١ سورة البقرة: ١٩٠.
٢ سورة البقرة: ١٩٤.
٣ سورة البقرة: ١٩٣.

<<  <   >  >>