ولكن هذه الدعوة النبيلة لم تلق مناصرة ولا عونا من المسلمين لأسباب عدة، في مقدمتها:
١- الاستعمار البغيض الذي حط ثقله وبث سمومه في المجتمعات الإسلامية.
٢- نظرة العرب والمسلمين إلى الغرب نظرة إكبار وإجلال بسبب ما أحرز من تقدم صناعي وعلمي.
٣- كثرة الثورات والانقلابات الداخلية التي أضعفت كيان الأمة الإسلامية وعاقت دون نهضتها ودون تجمع صفها ووحدة كلمتها.
وقد اختفت دعوة الجامعة الإسلامية حينما دهبت الخلافة الإسلامية أو قل حينما قضى عليها، وتوزعت البلاد الإسلامية إلى وحدات مستقلة، ونشأت أوطان وحدود وملوك وطوائف وشعوب.. ولكن تلك الأوضاع السيئة التي هزت كيان المسلمين هزا عنيفا لم تستطع أن تقضي قضاء مبرما على الدعوة إلى التضامن الإسلامي في كل ظرف يظهر فيه مخلصون ومصلحون ودعاة.