وعلى هذا فالتضامن الإسلامي "دعوة الدين والدنيا في آن واحد لأن الإسلام نفسه دين ودنيا، ولأنه "عبادة" "ومعاملة"، فقد حض أتباعه على أن يعملوا لدنياهم كأنهم يعيشون أبدا، وأن يعملوا لآخرتهم كأنهم يموتون غدا، وليس بين جميع عقائد الدنيا، روحية ودنيوية عقيدة أقامت التوازن الدقيق بين الدين والدنيا مثلما فعل الإسلام"١.
وإن سياسة الدول والأمم في العالم قائمة على التكتل والتحالف والانضواء في مجموعات متعاونة يسند بعضها بعضا، ويدافع بعضها عن بعض، ويلتمسون لذلك أوهى الأسباب، فأوروبا الغربية وجدت نفسها واقعة بين العملاقين الكبيرين: أمريكا وروسيا، ووجدت أن تبيعتها لهذا المعسكر أو ذاك إنما يهدد وجودها ومستقبلها وكيانها ودورها الحضاري المتميز، وكان عليها أن تحزم أمرها، وأن تختار الطريق الذي يحفظ لها ذلك الكيان، وهو طريق الوحدة، رغم ما بين دولها من تناقضات كان يعتقد أنه لا سبيل إلى تخطيها.
وما السوق الأوروبية المشتركة إلا خطوة في سبيل التقارب والتعاون والاتحاد بين الدول الأوروبية الغربية في مضمار الاقتصاد.