للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الثاني حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قام رجل يصلي، فجهر بالقراءة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسمعني، وأسمع ربك» أخرجه أحمد (١)، وابن أبي خيثمة، وسنده حسن" (٢)

من مظاهر السمعة عند من ابتلي بها (٣):

١ - ما ورد من مظاهر في الرياء وما سيرد في العجب كلها متقاربة.

٢ - كثرة إطراء النفس والحديث عنها.

٣ - التمطيط بقراءة القرآن وإخراجها عن الحد المشروع في القراءة، حتى يخيل لك أنه لا يقرأ وإنما ينشد شعرًا، ويتفاعل مع جماهير السامعين ويردد الآية لا للتدبر، وإنما للتمطيط وزيادة التنغيم والدخول من مقام إلى مقام آخر، حتى يشبع رغبة في نفسه بحب ثناء الناس ومدحهم.

٤ - لا يحب الناصح، ويرى أنه ينزل من قدره.

٥ - إذا ألقى درسًا أو موعظة ولم يلق مدحًا ولا ثناء يغضب في داخل نفسه، وربما لا يواصل درسه أو مواعظه في نفس المكان.

٦ - كثير النقد والاعتراض على الآخرين.

٧ - يتصيد الأخطاء ويفرح بها، ويضخمها وهي صغيرة؛ ليشعر من يسمعه أنه عنده غيرة على الدين.

تنبيه:

أما ما يسمعه الإنسان عنه من ثناء حسن من غير قصد لذلك، وتطلع إليه، فلا يدخل في السمعة المذمومة؛ لأن هذا مما استثناه الحديث، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ، وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ» (٤).


(١) مسند أحمد (١٤/ ٧٢) ح (٨٣٢٦).
(٢) فتح الباري (١١/ ٣٣٧).
(٣) الأخلاص حقيقته ونواقضه (٣٦٨ - ٣٧٠).
(٤) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٣٤) ح (٢٦٤٢).

<<  <   >  >>